غياب طبيب مداوم بمستشفى القرب وادي زم يثير استياء واسعا ويعيد أزمة الصحة بالمدينة إلى الواجهة

عاد مشكل غياب الأطباء بمستشفى القرب محمد الخامس بمدينة وادي زم ليفجر موجة جديدة من الغضب والاستياء، بعد تسجيل عدم توفر أي طبيب عام مداوم يوم السبت 27 دجنبر 2025، في واقعة تتكرر بشكل مستمر، ما يفاقم معاناة الساكنة ويحرمها من أبسط الخدمات الصحية، خصوصًا في الحالات المستعجلة.

ويأتي هذا الوضع، بحسب بيان استنكاري صادر عن المكتب النقابي المحلي للاتحاد المغربي للشغل بمستشفى وادي زم، في وقت لا يفصل فيه سوى أقل من 48 ساعة عن إشراف وزير الصحة والحماية الاجتماعية على افتتاح مستشفى إقليمي كبير بمدينة الفقيه بن صالح، بطاقة استيعابية تصل إلى 250 سريرًا، ومجهز بمعدات طبية حديثة وموارد بشرية وُصفت بالكافية، ما يطرح تساؤلات حول التفاوت الصارخ في توزيع الموارد داخل الجهة.

وأكد المكتب النقابي أن استمرار غياب طبيب مداوم واحد فقط عن مستشفى يخدم ساكنة تفوق 120 ألف نسمة، يفقد المواطنين الأمل في تحسن العرض الصحي بالمدينة، أو حتى ضمان الحد الأدنى من الحق في العلاج، مشيرًا إلى أن هذا الوضع ينعكس سلبًا على المرضى والموظفين على حد سواء.

وأوضح البيان أن المكتب النقابي سبق أن دق ناقوس الخطر مرارًا، وطرق مختلف الأبواب، وخاض عدة محطات نضالية للتنديد بإقصاء المستشفى من الموارد البشرية الضرورية، خاصة الأطباء، مقابل اعتماد توظيفات وصفها بـ”الكمية” التي لا تسد الخصاص الحقيقي ولا تضمن تقديم العلاج في ظروف إنسانية لائقة.

وأضاف المصدر نفسه أن غياب الأطباء، خصوصًا خلال فترات الحراسة، يحرم المواطنين من حقهم الدستوري في الصحة، ويضع الأطر التمريضية والإدارية في مواجهة مباشرة مع المرتفقين، في مشاحنات لا يتحملون مسؤولية أسبابها.

وفي ختام البيان، حمّل المكتب النقابي المسؤولية الكاملة للإدارة الإقليمية والجهوية، مطالبًا بتدخل عاجل وفوري لسد الخصاص في الأطباء، وضمان توفير شروط العمل الملائمة وسلامة الموظفات والموظفين، مع تأمين الخدمات الصحية الأساسية لساكنة وادي زم، ووضع حد لما وصفه بـ”الأزمة الصحية المتواصلة” التي تعيشها المدينة.

مقالات ذات صلة