الرشدية : الكلية المتعددة التخصصات تسدل الستار على أشغال المؤتمر العلمي الدولي حول الاجتهاد المقاصدي

يوسف القاضي

شهدت الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، أمس الخميس 4 دجنبر الجاري، استمرار أشغال المؤتمر العلمي الدولي، في يومه الثاني حول الاجتهاد المقاصدي وتجديد الفقه الإسلامي في السياق المعاصر، وسط حضور أكاديمي مميز ومشاركة واسعة من الباحثين والطلبة. وقد شكل هذا الموعد العلمي فرصةً لبحث مكانة المقاصد الشرعية في مواكبة التحولات المتسارعة التي يعرفها العالم اليوم، من تطورات اجتماعية واقتصادية ورقمية وطبية، وذلك عبر جلسات علمية تناولت الأسس النظرية والرهانات التطبيقية والآفاق المستقبلية للاجتهاد المقاصدي.

وتوزعت الجلسات الصباحية بين مداخلات ركزت على الأبعاد القيمية والإنسانية التي يقدمها الفكر المقاصدي في معالجة قضايا العصر، سواء المرتبطة بالأمن الرقمي، أو بالتحديات القانونية المستجدة، أو بفقه الضرورة وتطبيقاته المعاصرة. كما تم الوقوف عند نماذج من الاجتهادات التطبيقية التي أبرزت أهمية النظر المقاصدي في ترشيد الفتاوى وضبطها بما يستجيب لحاجيات المجتمع المعاصر.

أما الجلسات المسائية، فقد انصبت على الإشكالات الفكرية والتشريعية المحيطة بتطوير الاجتهاد المقاصدي، من قبيل الاعتبارات السياسية والمآلات والبحث في مسالك التيسير وقواعد الترجيح، إضافة إلى مداخلات ناقشت قضايا الأقليات المسلمة، ودور الفكر المقاصدي في دعم الحوار الحضاري وتعزيز قيم العيش المشترك، إلى جانب استحضار مفهوم التنمية المستدامة في ضوء مقاصد الشريعة.

واختُتمت فعاليات اليوم بالجلسة الختامية برئاسة الدكتور محمد الحفظاوي، حيث قُدم التقرير العام للمؤتمر وأعلنت التوصيات التي شددت على ضرورة تعزيز حضور الفكر المقاصدي في البحث العلمي، وتشجيع التأليف الأكاديمي، وطبع أعمال المؤتمر، وتطوير آليات التواصل العلمي عبر قناة الكلية. وقد شكّل هذا اليوم محطة بارزة لإبراز مكانة الاجتهاد المقاصدي كرافعة أساسية لتجديد الفقه الإسلامي وربط المعرفة الشرعية بأسئلة العصر.

مقالات ذات صلة