تازة تحتفل بالانتصار الديبلوماسي في قضية الصحراء المغربية
ليلةٌ تاريخية بامتياز عاشتها المدن المغربية، من الريف إلى الصحراء، ومن الشرق إلى المحيط..ليلةٌ تتويج الأمة المغربية؛ شعبا و ملكا؛ بمجد البطولات والنصر في معركة مفتعلة دامت نصف قرن، ليلةٌ حق فيها الحق،لأنها فتح مبين و نصر مكين ورؤية يقين؛ نظرة تنتصر لقوة الحوار الناعم، و لحكمة الدبلوماسية الملهمة للنهوض بالأمم عبر تعزيز الشراكات الإستراتيجية، كما تنتصر أيضا لرجاحة العقل و لسماحة الأخلاق في أفق حل النزاع وتبديد التوتر، تنتصر أيضا للثقة وللمصداقية و لوزن المغرب في محافل الأمم بإجماع غير مسبوق، نظرا لالتزاماته الراسخة بالإصلاحات التنموية المستدامة؛ التي تضع الإنسان في أس معادلاتها، كما تضع الصحراء في مغربها من خلال التقسيم الجهوي المتقدم؛ بل أن عبقرية المغرب لا ترى العالم ذاته؛ إلا من خلال نظارة الصحراء المغربية…إلى غير ذلك من الإجراءات التنموية التي كانت جزءا من الحل، و”ضامنة للسيادة الاقتصادية للمغرب” في ذات الوقت ، وهذا ما يجعل هذا التتويج تتويجا لرؤية وعبقرية ملك عظيم وشعب أبي، وأرض معطاء لا يُسمح أن يتطاول أحد على حدودها التاريخية، لذلك فهي ليلة أخرى للفرح العارم والاحتفاء بالمنعطف الفريد والتحول الشامل والانتقال النوعي؛ من ” مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير”، ” لأن ما قبل هذه الليلة ليس كما بعدها”، وهو ما جاء في خطاب صاحب الجلالة والمهابة الملك محمد السادس نصره الله؛ عشية هذه الليلة؛ لَمَّا أصدر أعضاء مجلس الأمن قرار رقم 2797 القاضي باعتماد المقترح المغربي” الحكم الذاتي” كحل سياسي نهائي ، عادل و دائم و مقبول و متفق عليه من طرف هيئة الأمم المتحدة، إنها نظرة لا ترسي أسس السلام فحسب في المنطقة بل رؤية مستقبلية لها أيضا، فهي تشترط مسبقا أن الصلح خير، وأنه من الضروري فسح المجال للحوار و فتح الأجواء لصلة الرحم و لَمِ الشمل في أفق إبعاد التوتر، وبالمقابل السماح بحرية حركية البشر، ونقل الموارد المالية و المادية والفكرية بما يخدم المصالح المشتركة لدول المنطقة في أفق إحياء صرح الاتحاد المغاربي، لهذا خرج المغاربة عن بكرة أبيهم في فرح عارم؛ احتفاء بنهاية مسار ملف ظل في دهاليز هيئة الأمم المتحدة، وتطلبت تصفيته مشقة ومصداقية لخمسين سنة؛ مهنئين جلالة الملك نصره الله وأيده وشفاه وعفاه، وأقرعين جلالته بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن وشد أزره بشقيقه الأمير مولاي رشيد وسائر الأسرة الملكية الشريفة، وباقي القوات المسلحة الملكية المغربية بكل فروعها، دون أن يفوتهم بالمناسبة الترحم على أب الأمة وبطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس وبان المغرب الحديث ومبدع المسيرة الخضراء المغفور له جلالة الحسن الثاني أكرم الله مثواهما، وكل شهداء التحرير والوحدة.
بسم الله الرحمان الرحيم ” وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ



