طلوع: بلاغ البوليساريو إعلان موت أطروحة الانفصال

 

أكد طلوع عبد الإله، دكتور في القانون العام والعلوم السياسية، أن البلاغ الأخير لما تسمى “جبهة البوليساريو” يمكن قراءته كلحظة إعلان ضمني عن موت أطروحة الانفصال، وأوضح أن الحديث عن “البحث عن حل مع المملكة المغربية” يعكس تراجعا واضحا عن خطاب التحدي والمكابرة الذي ميّز الجبهة لعقود، مشيرا إلى أن البلاغ يعكس تحولا جوهريا من لغة العداء إلى لغة المهادنة والواقعية السياسية، وأن خيار الحرب الذي طالما راهنت عليه الجبهة قد سقط، والحلفاء الإقليميون والدوليون لم يعودوا يشكلون سندا فعالا لمشروع الانفصال.

ونوّه طلوع، في تصريح لموقع الميدان بريس، بأن الدعوة إلى الحوار مع الرباط تُعد تنازلًا غير معلن يعكس قبول الجبهة، ولو ضمنيا، بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وأن الحديث عن “تقاسم فاتورة السلام” ليس سوى محاولة لحفظ ماء الوجه بعد فشل كل المناورات السابقة، مؤكدا أن استمرار الجبهة في الإنكار لم يعد ممكنا أمام الوقائع الميدانية والدبلوماسية الراسخة للمملكة المغربية، وأن البلاغ يكشف انتقال الجبهة من خطاب الإنكار إلى خطاب الواقعية، ومن الطموح الانفصالي إلى البحث عن تسوية تحفظ ما تبقى من مصداقيتها.

وأضاف أن نجاح الدبلوماسية المغربية بعد عقود من العمل المتواصل والتراكم الهادئ يمثل انتصارا استراتيجيا مزدوجا، إذ أثبت المغرب أن الصبر الاستراتيجي والرؤية المتبصّرة والعمل المؤسساتي الرصين أقوى من ضجيج الحملات العدائية وأساطير الدعاية المضلّلة، وأن أي كيان هجين صُنع في الخارج كأداة للابتزاز ومحاولة إرباك استقرار المغرب ووحدته الترابية لم يكن سوى مشروع فاشل بلا جذور، فقد وُلد خارج الجغرافيا والتاريخ وانتهى إلى الهامش بعدما انكشف زيف أطروحاته أمام صمود الدولة المغربية ومتانة موقفها الشرعي والقانوني والدبلوماسي.

وختم طلوع بالقول إن المغرب يقف اليوم أمام مرحلة جديدة لترسيخ المكتسبات وتثبيت الاعتراف الدولي بسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية، من خلال دعم متزايد لمبادرة الحكم الذاتي، التي أصبحت الإطار الوحيد الواقعي والجاد والمقبول دوليًا للحل، مؤكدا أن الدبلوماسية المغربية تبرهن بوضوح على قدرتها الفريدة في الجمع بين الحزم والهدوء، الشرعية والواقعية، الثوابت الوطنية والانفتاح على الشركاء، وأن أي محاولة لإحياء أطروحات الانفصال أصبحت أمرًا مستحيلًا في الواقع السياسي والدبلوماسي الراهن، ما يجعل المغرب اليوم دولة فاعلة تصنع موقعها وإرادتها بنفسها، لا بإملاءات الآخرين.

مقالات ذات صلة