المؤتمر النسائي الأول لفيدرالية اليسار على صفيح ساخن.. نساء الطليعة يقاطعن المؤتمر ويتهمن القيادة بخرق التوافق

يعقد بالمركب الدولي لبوزنيقة، يومي السبت والأحد 11 و12 أكتوبر، المؤتمر الأول للتنظيم النسائي لحزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، وسط أجواء مشحونة وانقسامات تهدد بتعكير مسار توحيد اليسار النسائي، بعدما أعلنت نساء حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي مقاطعتهن للمؤتمر، واعتبرنه “فاقدا للمشروعية التنظيمية والسياسية”.
ويأتي هذا المؤتمر، المنظم تحت شعار “النساء قوة للتغيير، من أجل مجتمع الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية”، في سياق سعي الحزب إلى توحيد القطاعات النسائية المنبثقة عن مكوناته الثلاثة: المؤتمر الوطني الاتحادي، حزب الطليعة، والتيار الوحدوي المنشق عن الاشتراكي الموحد، بعد نجاح تجربة توحيد الشبيبات الحزبية.
غير أن الخلافات التي طفت على السطح خلال التحضير للمؤتمر، كشفت عن تصدعات داخلية عميقة، حيث تتهم قيادات نسائية من حزب الطليعة القيادة المركزية بفرض “عقلية الوصاية والتدبير المركزي”، في تجاهل لما تعتبره مرحلة انتقالية كان يفترض أن تُدار بتوافق تنظيمي إلى غاية انعقاد المؤتمر الوطني الأول للحزب الموحد.
هذه الأزمة، التي تُسائل من جديد طبيعة الممارسة الديمقراطية داخل الأحزاب اليسارية، تضع في ميزان الاختبار مشروع توحيد فيدرالية اليسار برمّته، إذ يرى مراقبون أن الخلاف النسائي ليس سوى انعكاس لاندماج تمّ على مستوى القيادات، دون أن يجد طريقه إلى القواعد والقطاعات التنظيمية.
ويبقى السؤال المطروح عشية هذا المؤتمر: هل سينجح التنظيم النسائي الموحد في تجاوز خلافات التأسيس، أم أن بوزنيقة ستشهد ميلاد انقسام جديد داخل فيدرالية اليسار؟