لا تهوين ولا تهويل بل مسؤولية سياسية وتصحيح شامل بروح وطنية

المرحلة تحتاج منا جميعا الثقة في الذات الوطنية وتحتاج من الجميع كثيرا من الحكمة، لأن المغرب كبير و سيظل كذلكK ولا عزاء للحاقدين، ولا عزاء للمتخاذلين بمسؤولياتهم.
المغرب كبير بثوابته الوطنية، كبير برسوخ هويته الدينية و بإمارة المؤمنين، وكبير بوحدته الترابية على كامل أراضيه.
المغرب كبير بملكيته الراسخة في التاريخ و في قلوب المغاربة ووجدانهم، وكبير بانحيازه للاختيار الديمقراطي.
المغرب كبير بحيوية المجتمع و إصراره على قيم العدالة والإنصاف و المساواة و الشفافية و النزاهة في تدبير الشأن العام.
المغرب كبير بأبناء الشعب الوطنيين النزهاء الذين يقفون سدا منيعا في وجه كل المخاطر، دفاعا عن وطنهم و عن طموحاتهم.
المغرب أكبر من كل الحكومات و من كل الفاعلين و من كل السياسيين و كل المتواصلين.
و المغرب أكبر من كل العابثين والمتآمرين و المتخاذلين بمسؤولياتهم، و من كل المتربصين بوطننا.
لكل ذلك، لا خوف مما يجري منذ أربعة أيام. لا تهويل و لا تهوين، بل تشخيص معمق وخطوات تصحيجية سريعة ضد من كل من فشل في امتحان الجدية و عجز عن خدمة المشروع التنموي الوطني بما ينفع الناس.
بكل يقين، سنخرج من هذا الامتحان سالمين.
سنخرج بالخلاصات الضرورية التي تعيننا على السير نحو المستقبل بشكل أفضل و أضمن، و كلنا ثقة في ذواتنا، وفي دولتنا وفي شعبنا.
اللحظة دقيقة و تستدعي منا كثيرا من المسؤولية و التجرد والموضوعية.
قول الحقيقة واجب، والتزام الصدق واجب، والتفاعل بضمير حي و روح وطنية واجب.
لا مكان لأبواق السوء في ما يجري هذه الأيام. لا نحتاجهم في شيء. خاصة أولائك الذين ينفثون سمومهم من وراء البحار، لتأجيج الوضع و استغلال الجراح، والضرب في استقرار البلد.
ما جرى سيصحح ووحدهم نساء المغرب و رجاله وشبابه و شاباته قادرين على إبداع ما يلزم لتدبير المرحلة من جهة، لتحقيق الطموحات المشروعة، ومن جهة أخرى، للحفاظ على المكتسبات التنموية التي تحققت خلال الخمس وعشرين سنة الماضية، لكي تنمو و لكي يستفيد منها الجميع، على أساس الاستحقاق و العدل و ردم الهوة بين المجالات الترابية وبين الفئات الاجتماعية.
لا مكان بعد اليوم لمغرب يسير بسرعتين، لذلك، تلزم الجدية و التخليق و ربط المسؤولية بالمحاسبة.
تلك هي عناوين المرحلة و المفاتيح لمعالجة ما يستحق المعالجة.
ما جرى مؤسف و محزن، و لا شك أنه سيتم التفاعل معه بسرعة، و تدبيره بما يخدم مصالح البلاد و العباد.
لنكن متأكدين من ذلك، ولننشر هذا الأمل بثقة بين الناس.
للبيت رب يحميه. لا شيء يمكن أن يعلو على الوطن و مصالح الناس.