سكان تاونات ينتفضون ضد تدهور قطاع الصحة ويطالبون بتدخل عاجل
شهد إقليم تاونات خروج العشرات من المواطنين في وقفة احتجاجية واسعة، عبّروا خلالها عن استيائهم الشديد من الوضع المتدهور لقطاع الصحة العمومية في الإقليم، ووجّهوا نداءات عاجلة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وضمان حقهم المشروع في خدمات صحية تليق بالكرامة الإنسانية.
وردّد المحتجون شعارات معبّرة عن معاناتهم اليومية، أبرزها: “سير لفاس.. شكون يداوي هاد الناس؟”، في إشارة إلى الواقع المؤلم الذي يجعل من المستشفى الإقليمي بتاونات مجرد نقطة عبور، حيث يتم تحويل معظم الحالات، حتى البسيطة منها، إلى مستشفيات مدينة فاس، نتيجة غياب التخصصات الطبية والخدمات الضرورية.
محاكمة الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة بجهة الشرق تثير موجة تضامن واسعة
وأكد المشاركون أن غياب الأطباء والتجهيزات حول المستشفيات إلى هياكل فارغة. وأشار أحد المحتجين إلى أن جماعة سيدي المخفي، على سبيل المثال، تعيش منذ أكثر من أربع سنوات دون طبيب واحد، ما تسبب في إغلاق الصيدلية الوحيدة بالجماعة لعدم وجود من يوقّع على الوصفات الطبية.
وانتقد المحتجون غياب المعدات الأساسية في المستشفى الإقليمي، مؤكدين أن جهاز السكانير معطل، وأجهزة الأشعة خارج الخدمة، وأن المرضى يُجبرون على شراء أبسط الأدوات الطبية من الصيدليات الخاصة، بل وحتى استئجار جهاز لقياس نسبة السكر في الدم ليستعمله الطاقم الطبي، في مشهد عبثي يعكس حجم الإهمال.
ووجّه المحتجون سهام النقد للسلطات الإقليمية، خاصة بعد قيام عامل الإقليم مؤخرا بتدشين مصحة خاصة، ما اعتبروه خطوة تكشف توجها واضحا نحو خصخصة العلاج والتخلي عن المستشفى العمومي.
وأجمعت الشهادات على أن هذا الإهمال ليست له فقط كلفة صحية، بل ثمن إنساني فادح. حيث قالت إحدى المواطنات بحرقة: “عدد كبير من المرضى يفقدون حياتهم وهم في الطريق إلى فاس”، فيما تحدثت أخرى عن معاناة مستمرة منذ سنوات مع مرض ابنها، الذي تضطر لنقله شهريا إلى فاس لعدم وجود أطباء مختصين في القلب والأعصاب بالإقليم.
ويطالب المحتجون بتدخل فوري من وزارة الصحة والجهات المسؤولة، من أجل تجهيز المستشفى الإقليمي بالأطر الطبية المتخصصة والتجهيزات اللازمة، مع دعم المراكز الصحية في المناطق القروية بالموارد البشرية والمادية. مؤكدين أن الحق في الصحة ليس امتيازا، بل حق أصيل يكفله الدستور، ولا يمكن القبول باستمرارية هذا التهميش.
محاكمة الكاتب الجهوي للجامعة الوطنية للصحة بجهة الشرق تثير موجة تضامن واسعة
