عيدودي يكتب.. أوزين إبن الهامش إكليل الجبل.. صوت الحركيين رحيق الوطن

هو محمد أوزين، تلك النبتة العطرة، دائمة الخضرة، التي تنثر شذاها الأبيض، والبنفسجي، والزهر، فوق سفوح الجبال ومروج السهول … خرج من رحم الأطلس المغربي الشاهق القمم، نبتا أصيلا من تراب الجبل، وسليل نور عتيق سكبه الله على الأرض.
من هناك جاء
من هناك، من قلب المداشر والقرى والدواوير، عبر الوديان، خاض عباب الأنهار، مجاهدا صوب الحواضر الكبرى، حتى أينعت “حركته” واستقرت بين ربوع الوطن، باقية، صامدة، شاهدة على حيوية الأرض وصلابة الرجال.
أوزين القلب النابض للحركة الشعبية
في زمن تناثرت فيه الأحزاب بين يسار وليبرالية وإسلامية، ظل حزب الحركة الشعبية شامخا بلوائه المغربي الخالص، حافظ لروح “تامغرابيت” العريقة، حاضنا لكل فسيفساء هذا الوطن الغني بأطيافه وألسنته وثقافاته.
ومحمد أوزين، في قلب هذا النسيج المضيء، رمز الانصهار النبيل، ومثال حي لما يمكن أن يجتمع في رجل من خصال الأرض وألق السماء.
أوزين البدوي الذي لم تغره المناصب و الأضواء
لم تبدل المناصب و لا الألقاب طينته ، ولا فتنة السلطة ولا لمعان الكراسي خلقه ، فشيئا من مضغة هذا الأكاديمي المثقف، السياسي الرزين، والخطيب المفوه.
أبقاه ذلك الفتى الأطلسي الأصيل، الذي لم يفصل قلبه يوما عن هموم الجبل، ولم يغفل عن ضجيج السواقي ولا أنين السهوب، فظل حاملا لهموم الناس، ساجدا في محراب الوطن، مدافعا عن الكادحين، صادقا في نذر العطاء والتضحية للوطن و مؤسساته و للجبل و رجاله .
أوزين قدرة لا تقهر
حين حاصره الأعداء، وطوقته حملات الاستهداف، ثبت أوزين ثبوت الرواسي، وأدار معاركه بحكمة القادة الكبار، صابرا محتسبا ، مؤمنا أن الوطن أكبر من الأنا، وأن المؤسسات تاج فوق رؤوس الجميع، وأن التضحية عنوان الخلود.
أوزين صوت يزلزل أعداء الوطن
ومن ينسى كلمته الخالدة في الجزائر العاصمة؟ يوم وقف مغربيا حرا، شامخا ناطقا بالحق .. بصوت رخيم عذب، ليفضح خصوم المملكة بحكمة الكبار و فصاحة البيان، فصفق له الوطن العربي و المغاربة في كل ربوع الوطن، اعتزازا وفخرا بما حمل من حب خالص لهذا البلد الأمين.
الوطن في حاجة لأمثاله
اليوم في زمن التحديات تتأكد حاجة مؤسساتنا الوطنية لأمثال محمد أوزين، الهامة العلمية الرفيعة، ابن الهامش النبيل، الذي شد الرحال إلى المركز لا طلبا للأضواء و المنصب، بل حاملا معه هموم الجبل، والقرية، والسهل، والتل… جاء يحمل على كتفيه غصن الزيتون ، و قضايا من لا صوت لهم، وينسج جسور الأمل بين الأطلس والسهول، بين القرى والمدن، بين التراب الطاهر والرايات الخفاقة.
فالوطن اليوم، أحوج ما يكون لرجال من طينته: شخصيات وطنية شامخة، غنية بالمواقف البطولية، ومترعة بحب صادق لشعارنا الخالد: الله، الوطن، الملك.
ففي زمن الرياح العاتية،و موت السياسة .. و تراجع المثقف ، لا بد للوطن من نخيل أصيل، وجبال راسخة، وقلوب لا تركع إلا لخالقها.
وهكذا كان محمد أوزين…فهو أمتداد لشجرة الحركة الشعبية الشامخة السامقة .. الشجرة التي جذورها في الأطلس، وأغصانها تعانق سماء المغرب و تصدح بالقول الصادق قلبا و روحا و قالبا نفيسا :(الله الوطن الملك)
عبد النبي عيدودي