هل يشهد “كوركاس” تغييرات كبرى تزامنا مع ذكرى المسيرة الخضراء؟

تستعد المملكة المغربية لتخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء في أجواء يطبعها الزخم التنموي والدبلوماسي المتواصل في الأقاليم الجنوبية، حيث تتواتر معطيات حول قرب إعادة تشكيل المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس)، وتعيين رئيس جديد له، في إطار توجه يروم تجديد أدوار المجلس وتعزيز نجاعته في مواكبة ملف الصحراء المغربية.
ويرتقب أن تضفي الصيغة الجديدة للمجلس دينامية أكبر على عمل هذه المؤسسة الاستشارية، عبر انفتاحها على كفاءات جديدة ونخب شابة من أبناء الأقاليم الجنوبية، مما سيمكنها من لعب أدوار استراتيجية في مواكبة تنزيل مشروع الحكم الذاتي على أرض الواقع، والمساهمة في تتبع المشاريع التنموية التي تعرفها الجهات الجنوبية للمملكة.
ويأتي هذا التوجه في وقت يتزايد فيه الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، التي باتت تحظى باعتراف عدد متزايد من الدول باعتبارها حلا واقعيا وذا مصداقية للنزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، ما يستدعي وجود مؤسسة وطنية قوية قادرة على مواكبة هذا الزخم وترجمته إلى مبادرات عملية على الأرض.
كما من المنتظر أن يضطلع المجلس، بعد إعادة تشكيله، بأدوار جديدة في مجال الدبلوماسية الموازية، والدفاع عن القضية الوطنية في المحافل الدولية، من خلال تعزيز التواصل مع المنظمات الإقليمية والدولية، والتعريف بتطورات ملف الصحراء في ضوء المرجعيات الأممية والمبادرات المغربية.
وتشكل الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء مناسبة قوية لإعادة هيكلة مؤسسة “كوركاس” بما يتلاءم مع التحولات الوطنية والدولية التي تعرفها القضية، ويعزز من حضور المجلس كإطار مؤسساتي فاعل ومؤثر في مسار ترسيخ السيادة الوطنية وتوطيد النموذج التنموي الجديد في الصحراء المغربية.