نص الرد الكامل للدكتور عيدودي على مقالة الريسوني في شأن عزل رئيس المجلس العلمي بفجيج

 

السلام عليكم ورحمة الله أستاذنا الفاضل الدكتور أحمد الريسوني.
بعد التحية الموقرة لمقامكم العلمي أجدني مضطرا للتعقيب على استفهامِكم حول إنهاءِ مهامِ رئيس المجلسِ العلمي بفجيج:

أولا: وجود 82 رئيس مجلس علمي عبر تراب المملكة لا يعني بالضرورة تطابق أوضاعهم . فلكل حالة سياقها، وقد تكون خصوصية موقع ما لأسباب إدارية أو تنظيمية هي الفيصل في اتخاذ القرار.

ثانيا : السلطة التقديريية في العزل أو التثبيت وفق ضوابط شرعية وإدارية هي من حق وزارة الأوقاف ، وهي تتحمل مسؤولية قراراتها أمام أمير المؤمنين حامي حمى الملة و الدين ، وليس أمام الأفراد أو الجماعات.

ثالثا : قولكم لماذا عزل دون تعليل؟ ليس كل ما يستورد التشكيك يستورد التبرير.. فالدولة تستند في قراراتها إلى معطيات قد لا يعلن عنها مراعاة لـ: السر المهني أو الضرورة الشرعية ..
تم الستر واجتناب الفتنة هو منهج نبوي أصيل.

رابعا: وزارة الأوقاف تشتغل تحت ظل إمارة المؤمنين .. وهي تقوم بدور جبار في حفظ العقيدة الإسلامية .. و حماية المجتمع من شذوذ الفرق و المذاهب المتطرفة (التي قد تهدر دماء العلماء والمصلحين). وتعمل كذلك على تنزيل الرؤية الملكية لتجديد الخطاب الديني ..
فالاستهداف العشوائي للمؤسسة الأوقاف بهذه الرسالية غير مقبول شرعا ولا عقلا.

خامسا : الشأن الديني في بلادنا من اختصاص أمير المؤمنين وحده .. وهو الذي يختار خِيار العلماء ، ويوظفهم لمصلحة الدين والوطن.. فليس لنا كأفراد أن نحمل الوزارة ما لا طاقة لها به .. أو نفتي في قرار سيادي تغيب عنا حيثيات اتخاذه .

ختاما أستاذنا الجليل .. ندعوكم إلى التريث في إصدار الأحكام .. و الاعتراف بجهود مؤسسة إمارة المؤمنين في حراسة الدين من عبث العابثين .. و الثقة بحكمة القيادة الدينية التي تختار الأصلح و لا تتبع الأهواء .. فالرعية السوية حين تدرك أن الستر حكمة .. والصمت فريضة حين يشتد الحديث عن حد الشرع .. و أنت بالمقاصد أعلم.

وتقبلوا مني بالغ الاحترام و التقدير أستاذنا الفاضل

مقالات ذات صلة