تصريحات المهاجري تثير غضب الجسم التمريضي بالمغرب: مطالب برد الاعتبار واتهامات بالتمييز

في خضم مشاركته في لقاء داخلي نظم في إطار الجامعة الصيفية لحزب الأصالة والمعاصرة، أدلى النائب البرلماني هشام المهاجري بتصريحات اعتبرتها هيئات تمريضية مسيئة ومهينة في حق الممرضات والممرضين وتقنيي الصحة، خاصة أولئك العاملين في المناطق القروية والنائية.
وفي تسجيل متداول من اللقاء، قال المهاجري ما مفاده: “كيجي كيقوليهم أنا نحط ليكم مستوصف… كيجيب مستوصف كيحط ليه فرملية، الفرملية تاهي تلقاها كدير الحنة مع العيالات، وكتخرج لاسميتو؛ ولا إيلا كان فرملي لعشية كيلعب الكارطة مع الناس كينسى حتى الخدمة ديالو، مكعرفش شنو كيدير، وإيلا كيحضر، ولا كيجي يوم في السوق الأسبوعي.”
التصريحات أثارت ردود فعل غاضبة من عدة جمعيات مهنية، أبرزها “المنظمة المغربية للتمريض والحق في الصحة”، و”الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش”، و”الجمعية الوطنية للمساعدين الاجتماعيين في المجال الطبي الاجتماعي”، و”الجمعية المغربية للممرضين متعددي الاختصاصات”، التي أصدرت بلاغًا مشتركًا اعتبرت فيه كلام البرلماني إساءة مباشرة “لجميع مكونات الجسم التمريضي، واحتقارًا ضمنيًا لساكنة العالم القروي”.
الجمعيات عبرت عن رفضها القاطع لما وصفته بالخطاب التمييزي، مشيرة إلى أن تصريحات المهاجري تتعارض مع التوجيهات الملكية الداعية إلى تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، وتحسين جودة الخدمات العمومية، خصوصًا في العالم القروي. وذكّرت هذه الهيئات بالمضامين الواضحة لخطاب العرش الأخير، حيث أكد الملك محمد السادس على ضرورة تحقيق العدالة المجالية، وأوضح أنه “لا مكان اليوم ولا غدا لمغرب يسير بسرعتين”.
الجمعيات الموقعة حمّلت حزب الأصالة والمعاصرة كامل المسؤولية السياسية والأخلاقية عن التصريحات، مطالبة الحزب بموقف رسمي واضح، كما أعلنت عن نيتها اتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة للدفاع عن كرامة الممرضات والممرضين وتقنيي الصحة، الذين “يبذلون جهودًا جبارة في خدمة المواطنين، رغم التحديات والصعوبات، خاصة في المناطق النائية”.
وفي السياق ذاته، اعتبرت “المنظمة المغربية للتمريض والحق في الصحة” أن هذه التصريحات “تكرّس صورة نمطية خاطئة”، وتنتقص من دور الممرضات والممرضين كفاعل صحي أساسي، يتوجب دعمه لا الإساءة إليه، مشددة على أن الاندماج المجتمعي للممرض في الوسط القروي لا يُعد ترفًا، بل ضرورة مهنية وإنسانية تعزز الثقة بين المريض ومقدم الرعاية.
وطالبت الهيئات المعنية الأحزاب السياسية بـ”الارتقاء بمستوى الخطاب داخل فضاءاتها التأطيرية، بما ينسجم مع القيم الدستورية للمملكة، ويعكس الاحترام الواجب للمهن الحيوية والكوادر الوطنية”.
ولم يصدر، حتى كتابة هذا الخبر، أي توضيح رسمي من حزب الأصالة والمعاصرة أو النائب البرلماني المعني بشأن التصريحات المتداولة.