طلوع لـ”الميدان”: “مباراة الأستاذ المساعد” بقطاع التربية الوطنية مصدر إحباط جماعي

أعلنت وزارة التربية الوطنية تنظيم مباراة لتوظيف “أساتذة مساعدين” بالقطاع، تنفيذًا لمقتضيات النظام الأساسي الجديد، الذي كان ثمرة مسار نضالي خاضه دكاترة القطاع لسنوات. غير أن الإعلان عن هذه المباراة أثار ردود فعل متباينة، خصوصًا في ظل الاتفاق الثلاثي الموقع بين الوزارة والنقابات، والقاضي بإدماج الدكاترة العاملين في قطاع التربية الوطنية على ثلاث دفعات متتالية (2024، 2025، 2026).
وفي هذا الصدد، أشار الدكتور طلوع عبدالإله، دكتور في القانون العام والعلوم السياسية ومرشح لاجتياز هذه المباريات، إلى أن الدفعة الأولى من الإدماج، المرتبطة بسنة 2024، “عرفت اختلالات بنيوية أضرت بشكل كبير بمصداقية العملية”، مؤكداً أن “غياب الشفافية، وتأخر الإعلان عن لوائح الانتقاء، والتكتم على المعايير المعتمدة، كلها عوامل ساهمت في خلق حالة من القلق والتذمر في صفوف المترشحين”.
وأضاف الدكتور طلوع أن “هذه الممارسات لا تنسجم مع روح النظام الأساسي الذي استبشر به الأساتذة خيرًا، بل تزرع الشك في النوايا الإصلاحية، وتضعف ثقة الكفاءات الوطنية في مؤسسات الدولة”، مشددًا على أن “دكاترة التربية الوطنية ليسوا طلاب امتياز، بل يطالبون فقط بحقهم في مسار مهني شفاف وواضح”.
كما ندد الدكتور طلوع بالارتجال الإداري الذي رافق إطلاق هذه المباراة، مؤكداً أن ما كان يُفترض أن يكون بوابة للاستحقاق والكفاءة، تحوّل إلى مصدر ارتباك وإحباط جماعي، وأشار إلى أن “الوزارة مطالبة الآن أكثر من أي وقت مضى بتقديم ضمانات جدية لاحترام الاتفاق مع النقابات، وإرساء آليات واضحة لإدماج باقي الدفعات دون تكرار نفس الأخطاء”.
وفي الختام، حذر الدكتور طلوع عبدالإله من أن استمرار هذه التجاوزات قد يؤدي إلى فقدان كامل للثقة في العملية برمتها، ما يهدد بإفراغ الاتفاق الثلاثي من مضمونه الحقيقي، ويُفاقم أزمة الثقة بين الدولة ونخبها التعليمية. ودعا إلى إرساء مسار إصلاحي قائم على المصداقية، لا على الارتجال.