حفيظ زرزان يكتب.. هل ينضج أخنوش التعليم لعصيان مدني؟

في ثنايا الحوار الاجتماعي الذي جرى في قطاع التعليم، جرت اتفاقات كثيرة حول ملفات استعصت لمدة طويلة، لكن الحكومة آلت على نفسها حل كل المشاكل العالقة لإنجاح ورش مدارس “الريادة”. وبعد حراك تعليمي واسع جلست الحكومة تنصت للشارع ونبضه الحقيقي لتخط مسارا وصف بالإيجابي عموما إلى أن وصلت للتنفيذ ثم بدأ مسلسل التراجعات.
السيد عزبز أخنوش لا يعي ربما كلفة ذلك، ولا يعلم ربما جمرا متقدا يستجمع نفسه مرة أخرى تحت رماد هاته التراجعات سواء في ملف الترقية بالشهادات أو الزنزانة 10 أو التعويض التكميلي المؤجل أو تخفيض الساعات أو ما بقي من نقاط امتلأ بها فضاء الفيسبوك.
وسأسرد للسيد رئيس الحكومة المحترم حالة حقيقية يعيشها أستاذ قضى ويقضي في التدريس ما يربو عن 25 سنة، فقد بدأ المشوار بسنتي تكوين منذ سنة 2001، ثم التخرج سنة 2003، وهاهو اليوم سنة 2025 ، بعدما قضى بالضبط احتسابا لسنتي التكوين 24 سنة في التعليم حامل لشهادة الماستر وقابع في الزنزانة 10 بتعبير أهل الدار. ما معناه، أنه ما استفاد من الترقي بالشهادات لأنه حاصل على ماستر قانون الذي لم تدرجه وزارة التعليم في التخصصات المطلوبة، ولا هو استفاد من التسقيف لأن الحسبة ضيزى ، تحولت من حال إلى حال وأقصت أصحاب الأقدمية.
حانق يحس بالظلم والحكرة، ثم تحدثه سيدي رئيس الحكومة المحترم عن مدارس ريادة ، وعن توجيهات جلالة الملك التي وضعت فيك الثقة للحرص على القطاع فخيبت آماله.
ما سجل يوما أن جلالة الملك يتفق على شيء أو يقرر شيئا ثم يتراجع عنه. ولذلك تصريحاتك المتكررة بالانحياز للرؤية الملكية والحرص عليها مردود عليه بواقع ما تمارسه الوزارة الوصية التي تحت إشراف وزير من حزبكم المحترم. إنكم سي عزيز تضربون التوجيهات الملكية السامية التي أوصتكم خيرا بالتعليم وأهله عرض الحائط.
وحتى إذا حسبتها سياسيا وانتخابيا فإنك توجه لنفسك ولا أحد غيرك ضربات جزاء واضحة لتخليك عن كل الاتفاقات المبرمة.
وإنك بهكذا سلوك تشعل نارا تحت رماد ما تحقق من زيادات لا ينكرها إلا حاقد جاحد.
أن يقضي أستاذ 25 سنة من التدريس وهو مقبل على ثلاثين سنة قريبا دون أن تظهر بارقة أمل له في الترقي أو تغيير الإطار لأن الشروط التي وضعت بإجحاف ودون إنصاف أقصته، فإن ذلك يغضب المرء أكثر مما يرضيه، ويجعله في حالة عصيان مدني يرفض الريادة وغير الريادة. والصحيح أن يتم تحفيزه وإعطاءه حقه وذلك بتخصيص مناصب لنوعه من التخصص القانوني الوارد في شهادته للماستر، أو احتساب سنوات عمره التي قضاها في الفيافي والمداشر، وبعد ذلك حدثه عن الريادة وعن جودة التعليم، سيكون لك منصتا لأنك كنت منصفا.
غير هذا سيدي رئيس الحكومة المحترم فإنك ظلمت العشرات من القابعين في الزنزانة 10 وحملة الشواهد المفترض إدماجهم المباشر كما كان معمولا به من قبل. وقد استبشروا خيرا بوعود حكومتك وبما تحكيه من مسارات إنجازات توقفت عجلتها في قطاع مفصلي هو التعليم وأخلفت كل المواعيد.
وتقبلوا سيدي الرئيس فائق التقدير والاحترام.
حفيظ زرزان