بعد جدل “شوف هاد النماذج” بمجلس النواب.. بوعيدة لزميله الفرفار: لسنا مكلفين بتبرير غياب الوزراء

وجه عبد الرحيم بوعيدة، عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب، رسالة لزميله بالفريق العياشي الفرفار، وذلك تفاعلا مع الجدل الذي تفجر خلال جلسة الأسئلة الشفهية، الإثنين الماضي، حين خاطب محمد أوزين، نائب رئيس مجلس النواب، والذي ترأس الجلسة نفسها، البرلمانيين بـ”شوف هاد النماذج”، في إشارة إلى العياشي الفرفار، الذي انتصب مدافعا عن غياب الوزراء.
وشدد بوعيدة على أن “الرد الطبيعي كان يفترض أن يأتي من الوزير المنتدب المكلف بالعلاقات مع البرلمان، بحكم صلاحيته، وليس منّا كنواب، لأننا ببساطة لسنا محامين عن الحكومة، ولسنا مكلفين بتبرير غياب من لم يحضر، ولو كان الغائب وزيرًا ينتمي لحزبنا”.
وقال بوعيدة، في رسالته، “أقول هذا تعليقًا على ما وقع خلال جلسة البرلمان يوم الإثنين الماضي، حين تدخّل رئيس الفريق الاشتراكي، في إطار المعارضة، وتساءل – محقًا – عن غياب بعض الوزراء، وهي ملاحظة مشروعة في مؤسسة رقابية يفترض أنها تمثل صوت الشعب”.
وأكد بوعيدة، في رسالته، اطلع عليها الموقع، “في السياسة، الاختلاف ليس خطيئة بل ضرورة، بل هو ما يمنح الحياة الديمقراطية معناها ويضفي على النقاش العام طعمه الحقيقي، مضيفا ” غير أن الاختلاف، حين يكون شريفًا، ينبغي أن يُوجَّه نحو ما ينفع الناس، نحو ما يمس مصلحة الوطن والمواطن، لا أن يُهدر في التفاصيل الهامشية أو يتحوّل إلى ولاء أعمى لأشخاص ومناصب”.
وتابع قائلا “لم يُطلب منا أن نتشابه، فلكل حزب مرجعيته واختياراته، وإن كنا نُقرّ – بكل أسف – أن المشهد الحزبي اليوم صار أقرب إلى النسخ المتكررة، بلا لون أو نبرة خاصة”.
وزاد قائلا “للأسف، وجدنا أنفسنا نُعيد نفس الخطأ الذي طالما عابَـه المواطنون على نواب حزب التجمع الوطني للأحرار: التحوّل إلى أبواق مدافعة ومصفقين دائمين، بدل أن نبقى حيث يجب أن نكون “ممثلين للأمة”، أوفياء لمن وضع ثقته فينا، لا لمن منحنا حقيبة أو منصب”.
ومضى يقول “أخي المحترم العياشي الفرفار، حين ضايقتك كلمة “نماذج”، دعني أقول لك شيئًا بصراحة:
أنا نموذج!! نعم، أنا نموذج لنائب برلماني فاشل. أحضر كل إثنين، ألتقط الصور، أستمع لأسئلة مكتوبة سلفًا، وأجوبة محفوظة سلفًا، دون أن أُحرّك ساكنًا. نموذج لأستاذ جامعي لا يشارك في أي نقاش علمي داخل البرلمان، لا يساهم حتى في تطوير الوعي التشريعي الذي من أجله انتُخب، وأحيانًا نكون فعلاً آخر من يعلم.
وأضاف قائلا “أنت اعتذرت، وهذا من شيم الكبار، وكان بالإمكان أن ينتهي كل شيء عند هذا الحد، غير أن رد الفعل تحت ضغط الغضب لا يُنتج إلا قرارات مرتجلة تكون آثارها عكسية. وكان من الحكمة قبل اتخاذ أي خطوة، العودة إلى رأي الفريق الذي يضم في صفوفه العاقل، والمجرب، والمثقف، والحكيم، وما خاب من استشار.ما وقع الآن، وقد رُفع طلب رسمي بخصوص السيد أوزين رئيس الجلسة، يجعلنا في موقف حرج ويُدخلنا في معركة جانبية خاسرة في وقتٍ لم ننتفض فيه لقضايا أهم بكثير”.
وتابع ” لم ننتفض حين أُهدر المال العام، لم نوقع على لجنة تقصي الحقائق في قضية 1300 مليار سنتيم رغم أننا أول من أثارها، لم نطلب لجنة استطلاعية، لم نواجه رئيس الحكومة عندما كذبنا، سكتنا كثيرًا، وحين تكلمنا دافعنا فقط عن وزير غائب. أخي العزيز العياشي الفرفار، الكرامة لا تُقايض، وأنا معك في أن لا شيء فوقها، لكن واجب النصح وصدق القول يفرضان علي أن أقول لك: لقد غلبتك حمية الحزب والوزير، وهذا ليس دورنا ولا مهمتنا”.