العدالة والتنمية بذرة.. والبذور لا تدفن

يقول المثل المكسيكي: “حاولوا دفننا، لكنهم لم يعلموا أننا بذور”. هذا المثل، أظن، أن عموم أبناء حزب العدالة والتنمية، والمتعاطفين مع فكرتهم؛ يتبنونه ويفتخرون بعودة الروح مجددا لحزبهم.
فالبيجديون، الحقيقيون منهم على وجه الخصوص، لا الذين جاءت بهم الضرورة الانتخابية، وسياق التوسع “اللاطبيعي” الذي عرفه الحزب في مرحلة معينة؛ يؤمنون بأنهم بذور فكرة الجمع بين الإصلاح والعمل من داخل المؤسسات: بذور فكرة الإصلاح التدريجي.
بالرغم من الأخطاء القاتلة التي ارتكبها البجدي، خصوصا في فترة العثماني، وهذا بمثابة الاعتبارات الذاتية التي ساهمت في تراجع بريق البجدي؛ فإن البجدي تعرض لحملة شيطنة وتواطئت أموال مشبوهة(الإمارات على وجه الخصوص) مع الجهاز الإداري في صناعة خريطة انتخابية على المقاس. هل نجحوا في دفن البجدي؟ الجواب المؤكد والواضح: لا.
هل بأمثال الأحرار، ومعهم اتحاديو لشكر، تريدون دفن البجدي. هل بإعلام كود الداعم للمثلية والانحلال الأخلاقي، و”برلمان كوم” تريدون دفن البجدي. أكيد لا.
المغرب الذي نعتز بالانتماء له، ونتمنى له كل الخير، في حاجة إلى حكومة فاعلة ومعارضة قوية وبناءة. المعطيات والانطباعات تؤكد أن أضعف حكومة يعيشها المغرب هي حكومة أخنوش الحالية، ومعها كذلك المعارضة الحالية؛ هل الاتحاد الاشتراكي الآن يمكن اعتباره معارضا؟؟!. على الأقل، في ظل حكومة ضعيفة واللاشعبية نكون في أمس الحاجة إلى معارضة سياسية قوية. الذي لا ينتبه له الحاكمون الفعليون(القصر/المخزن)؛ أنه في إضعاف الحكومة وإضعاف المعارضة سنكون أمام مواجهة مباشرة بين الدولة العميقة(المخزن/ القصر) والشعب العميق(المهمشون على وجه الخصوص).
سعيد بنجاح مؤتمر البجدي، وسعيد بعودة الروح إلى حزبهم. كل المحطات والمواقف التي تشرف بلدي المغرب أنوه بها، وأتبناها.
لحسن كريش