ابليل لـ”الميدان”: الاستعداد للانتخابات يتم بالعمل والانجاز وليس التراشق بين أحزاب الحكومة
عبرت قيادات من أحزاب التحالف الحكومي عن ثقتها في تصدر الانتخابات التشريعية المقبلة، في حملة سابقة لأوانها، قبل سنة ونصف من الاستحقاقات المقبلة.
وقالت فاطمة المنصوري، المنسقة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة إن حزبها يضع نصب عينيه ترؤس الحكومة المقبلة من خلال تصدر الانتخابات التشريعية المقبلة.
كما أكد نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، من معلقه الانتخابي بإقليم العرائش، أن حزب الميزان يسعى لقيادة الحكومة المقبل، وهو نفس الطموح الذي عبر عن الطالبي العلمي، عضو المكتب السياسي للتجمع الوطني للأحرار، من خلال تأكيد على أن الحزب سيقود الحكومة لولاية ثانية.
وفي هذا الصدد قالت مريم ابليل، باحثة في القانون الدستوري والعلوم السياسية، إن الحملات الانتخابية السابقة لأوانها غالبا ما تتسم بتبادل الخطابات بين الأغلبية والمعارضة، لكن الان تم التركيز أكثر على الخطابات التي بين مكونات الأغلبية، وظهر بشكل كبير تصاعد هدا النقاش، في الآونة الأخيرة.
واعتبرت ابليل، في تصريح للميدان بريس، أن هذا النقاش، لديه أسباب موضوعية مرتبطة بالتفوق العددي لأحزاب الأغلبية بالمقارنة مع أحزاب المعارضة، مشيرة إلى أن عدد مقاعد المعارضة والنواب غير المنتمين مجتمعين لا يصل إلى ثلث مقاعد المجلس.
وسجلت ابليل أن أحزاب التحالف الحكومي هيمنت على كل المؤسسات السياسية، سواء على مستوى البرلمان بمجلسيه، أو على مستوى المجالس الترابية، مشددة على أن هذا التفوق العددي لأحزاب الأغلبية جعل المنافسة واضحة ومنحصرة بينها.
كما اعتبرت الباحثة في القانون الدستوري والعلوم السياسية أن ضعف الخيط الناظم بين الثلاثي المشكل للحكومة ساهم أيضا في هذا النقاش، خاصة أن المصالح كانت هي الخيط الناظم الوحيد الذي جمع هذا التحالف الحكومي ودفعه إلى اعتماد ميثاق الأغلبية للحفاظ على تماسكه.
وأشارت ابليل إلى غياب أي خيط ناظم أيضا على مستوى الايديولوجي أو الطرح السياسي أو التاريخ المشترك، معتبرة ايضا أن التقارب في النتائج التي حصلت عليها هده الأحزاب الثلاثة، خلال الانتخابات الأخيرة كانت سببا في هذا التراشق الانتخابي.
وتابعت قائلة “في اعتقادي إذا تصاعدت هذه الخطابات بشكل كبير وخرجت على ماهو مؤسساتي قد تؤدي إلى زيادة فقدان ثقة المواطنين في العمل السياسي، لأنها ستجعل المواطن يشعر أن الأحزاب بدأت مبكرا في الدفاع عن مصالحها الانتخابية، في حين هناك قضايا راهنة تستحق الاشتغال عليها.
وختمت ابليل تصريحها بالقول إن المنظومة الانتخابية بالمغرب تجعل التكهن بنتائج الانتخابات صعب جدا، وهذا ما يجب على أحزاب الأغلبية فهمه واستيعابه، مشيرة إلى أن حزب العدالة والتنمية مثلا حصل في 2016 على 125 مقعدا، لكن في 2021 حصل على 13 مقعدا فقط، مضيفة أن التحضير الإيجابي لهذه المحطة الانتخابية يجب أن يكون على مستوى العمل والإنجاز، ومنح الثقة للمواطن، لمواجهة العزوف الانتخابي.