الفركي لـ”الميدان”: الحجز يخنق المقاولات الصغرى والمتوسطة ونحث الحكومة على إنقاذها من الإفلاس

أكد عبد الله الفركي، رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغرى والمتوسطة،أن تطبيق إشعار الحائز الثالث (عملية الحجز) من قبل الادارة العامة للضرائب و صندوق الوطني للضمان الاجتماعي بالمغرب له عواقب وخيمة على الحسابات البنكية والسجلات التجارية وأملاك المقاولات الصغيرة جدا والصغرى و المتوسطة التي تمثل اكتر من 98 في المئة من مجموع المقاولات بالمغرب والتي تاثرت بالفعل بالازمة الاقتصادية الناتجة عن كوفيد-19، و إرتفاع الاسعار، الجفاف إنعدام المواكبة والدعم الحكومي لهده الهئة، بالاضافة إلى صعوبة أو استحالة الوصول إلى التمويل.

وأكد الفركي، في تصريح خص به الميدان بريس، أن أرباب المقاولات الصغيرة يعيشون، قبل وبعد هذه الازمة و منذ الاستقلال إلى الان، ظروف صعبة تفتقر إلى الولوج الى التمويل، إلى الصفقات العمومية رغم أن هناك قانون صادر منذ 2013 ، والذي يمنح هذه الفئة نسبة 20 في المئة من الصفقات العمومية، لكنه لم يتم تطبيقه إلى الآن انعدام المراسيم التطبيقية، ناهيك عن انعدام ولوج هذه المقاولات الصغيرة الى العقار. ولا ننسى التأخر و الرفض الأداء كما حدث مؤخرا مع شركة “البناؤون الشباب” التي ترفض دفع مستخقاتها للعشرات من المقاولات الصعيرة جدا و الصغرى و المتوسطة المتعاقدة معها مما تعرضها للافلاس و معها مقاولات صغيرة وموردين اخرين.

لقد أدت كل هذه الظروف، يضيف الفركي، إلى إفلاس أكثر من 40,000 مقاولة دات الطابع المعنوي و الشخصي، 99 في المئة منها مقاولات صغيرة جدا. الأرقام التي نُشرت مؤخراً تأخذ في الاعتبار فقط إفلاس الشركات ذات الطابع المعنوي. وللعلم المقاولات ذات الطابع الشخصي تشكل اكتر من 66 في المئة من مجموع المقاولات بالمغرب و تعتبر المشغل الاساسي لليد العاملة لكن مهمشة في وليجها الى التمويل و الى الصفقات العمومية و العقار و حتى الاحصاءات التي تهم المقاولات بالمغرب

وأضاف “تشير التشريعات السارية إلى وجود أحكام واضحة لحماية أصحاب المقاولات، من خلال إبلاغهم قبل تطبيق الإجراءات الحجز. ومع ذلك، لوحظ مؤخرًا أن المديرية العامة للضرائب والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي لا تلتزمان بهذه التدابير الوقائية، مما يعرض المقاولات الصغيرة الصغيرة حدا و الصغرى والمتوسطة بالخصوص لإجراءات مالية متسرعة وغالبًا ما تكون غير مبررة. في دول أخرى، القاضي هوالذي يأمر بتطبيق الإجراءات التحفظية

وشدد الفركي على أن المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة تشكل محرك الاقتصاد المغربي، وتساهم في السلم الاجتماعي، وتمثل أكثر من 75 في المئة من اليد العاملة بالمغرب وتساهم في الابتكار. فإن استنفاد مواردها المالية عبر تدابير قسرية المفاجئة و دون إشعار مسبق لا يزيد إلا من تفاقم وضعها، مما يؤدي إلى إفلاسها وفقدان الوظائف في وقت صعب جدًا على الجميع من خيت البطالة و افلاس المقاولات و ارتفاع الاسعار المواد الاولية و المواد التغدية و ارتفاع المحروقات الخ. المجتمع بأسره يعيش تحت ضغط بسبب ارتفاع الأسعار و لا داعي للضعط اكتر على الطيقة الضعيفة.

ودعا المتحدث ذاته المديرية العامة للضرائب والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومن خلالهما وزارة الاقتصاد والمالية، إلى  إدراك مخاطر مثل هذا النهج، وإن الاستمرار في هذه الممارسات يقود نحو فوضى اقتصادية، مما يهدد هذا السلم الاجتماعي ومئات الآلاف من المقاولات الصغيرة جدا و الصغرى والمتوسطة التي تعاني بالفعل من أجل البقاء، وكذلك آلاف الوظائف، ناهيك عن مشاريع التنمية التي أطلقها المغرب و و أخرى يتم برمجتها قريبًا لتلبية الاستحقاقات المحددة في 2025 و2030

ودعا إلى إجراء إصلاح عاجل لتطبيق الإجراءات التحفظية او الحجز، والذي ينبغي أن يتضمن :

– إشعار مسبق إلزامي لأصحاب المقاولات قبل تطبيق الإجراءات التحفظية او الحجز

– تدابير دعم للمقاولات ااصغيرة جدا و الصغيرة التي تواجه صعوبات، لتمكينها من تسوية وضعها دون الخوف من إجراءات فورية و المفاجئة

– حوار بنّاء بين المديرية العامة للضرائب، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ووزارة الاقتصاد والمالية، والكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا و الصغرى والمتوسطة، الممثل الرئيسي للمقاولات الصغيرة من أجل إيجاد حلول ملائمة للتحديات الحالية

– نحث الحكومة برئاسة أخنوش ووزارة الاقتصاد والمالية على التحرك بسرعة لحماية المقاولات الصغيرة جدا و الصغيرة والمتوسطة، مما يضمن الاستقرار الاقتصادي، و الاجتماعي واستدامة آلاف المقاولات في المغرب و تجنيبها الافلاس، ومعها آلاف الوظائف في ضرف نحن في غنى عن دالك

كما دعا الإدارة ومصلحة الضرائب والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إلى تغيير مفهومهم تجاه الشركات الصغيرة جداً والصغيرة والمتوسطة، وألا يعتبروا الجميع متهربين من أداء واجباتهم. ينبغي منح الفرصة لأولئك الذين هم في وضعية سليمة لتقديم معطياتهم وأدلتهم لتجنب الأسوأ

 

 

مقالات ذات صلة