زلزال عسكري بالجيش الموريتاني.. معتضد لـ”الميدان”: تحصين للمؤسسة العسكرية من الضغوط الجزائرية

أجرى الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، الأسبوع الماضي، تغييرات واسعة بهرم المؤسسة العسكرية، وذلك بعد تقاعد عدد من كبار الضباط والقادة العسكريين.

ووفق مراسيم رئاسية نشرتها الرئاسة الموريتانية عبر فيسبوك فجر الجمعة، شملت التغييرات قيادة أركان الجيش والدرك والاستخبارات الخارجية.

ووفق المصدر نفسه عُيّن اللواء محمد فال ولد الرايس قائدا للأركان العامة للجيش، خلفا للفريق المختار بله شعبان الذي أحيل للتقاعد.

ويرى الخبير الاستراتيجي هشام معتضد، أن التغييرات التي أجراها الرئيس الموريتاني على مؤسسة الجيش تحمل دلالات واضحة على محاولة النظام تحصين المؤسسة العسكرية أمام أي ضغوط خارجية، خاصة من الجزائر، التي تحاول بوضوح التدخل في شؤون المنطقة لتعويض تراجع تأثيرها الإقليمي، مؤكدا أن إدخال تغييرات على هيكلة الجيش أو قياداته يعكس رغبة في تعزيز السيطرة السياسية على هذه المؤسسة الحساسة، بما يضمن انسجام الجيش مع التوجهات السياسية الجديدة التي تراها القيادة ضرورية، مثل التقارب مع المغرب.

واعتبر معتضد أن التقارب الموريتاني مع المغرب، الذي يعد اليوم قوة إقليمية صاعدة، يبدو مدعومًا باستراتيجية موريتانية ترى في التحالف مع الرباط فرصة لتعزيز التنمية الداخلية ومواجهة التحديات الإقليمية، خاصة في ظل الدور البارز الذي يلعبه المغرب في منطقة الساحل ومبادراته الأمنية والاقتصادية هناك، موضحا أن التعديلات في مؤسسة الجيش قد تكون جزءًا من هذه الاستراتيجية لضمان ولاء المؤسسة لأي قرارات تتعلق بالشراكة مع المغرب، والتي قد تُواجه بمعارضة داخلية أو خارجية.

وسجل الخبير الاستراتيجي، في تصريح خص به الميدان بريس، أن التغييرات التي طالت مؤسسة الجيش الموريتاني تأتي مباشرة بعد زيارة الرئيس الموريتاني إلى المغرب، مما يشير إلى احتمال ارتباطها برؤية جديدة للسياسة الدفاعية والأمنية في موريتانيا. هذه الخطوة قد تكون رسالة داخلية وخارجية تعبر عن رغبة الرئيس في تأمين الجيش وضمان انسجامه مع الخيارات السياسية التي تفضل تعزيز التقارب مع المغرب. هذا الأمر يكتسي أهمية خاصة في ظل محاولات الجزائر التدخل في الشؤون الموريتانية عبر إرسال عسكريين إلى أراضيها، وهي خطوة تعكس القلق الجزائري من فقدان نفوذها الإقليمي لصالح المغرب.

وتابع قائلا “في إعتقادي أن التعديلات العسكرية في هذا السياق قد تكون استباقية، تهدف إلى حماية التوجهات الجديدة لموريتانيا من أي محاولات جزائرية للتأثير على قراراتها السيادية. فالدخول الجزائري لا يمكن فصله عن سياق تنافس إقليمي محتدم، حيث تسعى الجزائر إلى استعادة دورها المفقود من خلال الضغط على جيرانها، وهو ما يدفع موريتانيا إلى إعادة هيكلة جيشها لضمان استقراره الداخلي واستقلال قراراته عن أي تأثيرات خارجية”.

مقالات ذات صلة