الطيار لـ”الميدان”: توغل عناصر الجيش الجزائري داخل الاراضي الموريتانية رسالة تهديد لنواكشوط
أكدت مصادر إعلامية مورتانية أن عناصر من الجيش الجزائري عبرت الحدود إلى داخل الأراضي الموريتانية يوم الجمعة 20 دجنبر.
وأضافت المصادر ذاتها أن دورية عسكرية جزائرية اقتحمت الأراضي الموريتانية “دون أي تحذير مسبق أو تنسيق مع السلطات الموريتانية.
وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاستراتيجي محمد الطيار، أن توغل عناصر الجيش الجزائري في الاراضي الموريتانية هو رسالة تهديد سافرة بعدما فشل النظام العسكرى الجزائري في استمالة موريتانيا ، خاصة بعد زيارة سعيد شنقريحة وبعدها زيارة عبد المجيد تبون.
وتابع قائلا “هذا التهديد ليس جديدا، فطيلة العقود السابقة ومنذ عقد الستينات، عمل النظام العسكري الجزايري على زعزعة استقرار موريتانيا ومحاولة الاستلاء عليها، بل وسبقت وان طلبت من المغفور له الحسن الثاني ان يسمح لها باطلاق يدها في موريتانيا مقابل التخلي عن ملف الصحراء المغربية ، وقد رفض المرحوم الحسن الثاني هذا العرض”.
وأضاف قائلا، في تصريح لـ”الميدان بريس”، “لقد استعمل النظام العسكري الجزائري مليشيات البوليساريو لشن عدوان سافر على موريتانيا، من خلال هجمات متواصلة من سنة 1975 إلى سنة 1979 ضد موريتانيا، وضربت السكة الحديدية التي تنقل الحديد من الزويرات إلى نواذيبو، لشل الاقتصاد الموريتاني، حيث انتشرت عملياتها العسكرية من منطقة “النعمة” شرقا على الحدود مع مالي إلى العاصمة نواكشوط ونواذيبو غربا، بل و تدخل الجيش الجزائري من الجهة الشرقية مساندا “للبوليساريو” وقصف “عين بنتيلي” في المنطقة الشرقية من موريتانيا”.
وأكد الطيار اعتداءات “البوليساريو” المدعومة من الجزائر استمرت على موريتانيا إلى أن وقع الانقلاب على المختار ولد داده، فأوقفت الجزائر و”البوليساريو” الحرب من جانب واحد، بعد فشل الاستيلاء على العاصمة نواكشوط.
كما تعرضت موريتانيا، يضيف الطيار، لهجمات التنظيمات الإرهابية التابعة للامن العسكري الجزائري التي تدعي ولاءها للقاعدة في منطقة الساحل الإفريقي، حيث هاجم تنظيم المختار بلمختار الجزائري، خلال شهر يوليو2005م، ثكنة عسكرية للجيش الموريتاني في موقع لمغيطي، وقتل فيها 17 عسكريا موريتانيا وستة من عناصرالتنظيم، وهاجم منطقة الغلاوية سنة 2007م قرب المجابات الكبرى، حيث قتل فيها التنظيم أربعة جنود موريتانيين، وفي موقع تورين قتل فيها تنظيم المختار بلمختار ، 11 عسكريا ومدنيا واحدا ذبحا ومثل التنظيم الإرهابي بجثثهم وقطع رؤوسهم، إثر كمين نصبه لدورية عسكرية من الجيش الموريتاني فجر 14 من سبتمبر 2008 م، يردف المتحدث ذاته.
وأوضح الطيار أن النظام العسكري الجزائري انتهج سياسة الضغط الممنهج على موريتانيا طيلة العقود السابقة، بتعريضها لهجمات مليشيات “البوليساريو” في عقد السبعينات من جهة ، ولهجمات التنظيمات الإرهابية التي تنسب نفسها لتنظيم القاعدة، خاصة في سنوات 2005 – 2007- 2008 و2009 م، وجعلها تعيش في حالة خوف دائمة ودفعها إلى الخوف من كل تقارب مع المغرب.
وأكد الخبيير الاستراتيجي والأمني أن “الجزائر سبق وأن طلبت من المغفور له الحسن الثاني أن يسمح لها بإطلاق يدها في موريتانيا مقابل التخلي عن ملف الصحراء المغربية، وهو العرض الذي رفضه المرحوم الحسن الثاني آنذاك”