واشنطن تزود المغرب بصواريخ جو-جو متطورة.. معتضد لـ”الميدان”: تعزيز لقدرات الجيش المغربي الدفاعية
وافقت الخارجية الأمريكية،أول أمس الجمعة، على بيع ثلاثين صاروخ جو- جو (AMRAAM) ومعدات أخرى للقوات المسلحة الملكية المغربية” بقيمة إجمالية تصل إلى حوالي 89 مليون دولار.
وطلبت المملكة المغربية “شراء ما يصل إلى ثلاثين صاروخًا من نوع AIM-120C-8 AMRAAM وجهاز توجيه واحد لنفس النوع”، بحسب وجاء في بلاغ لوكالة التعاون الأمني الدفاعي (DSCA)
وحسب المصدر ذاته، فإن هذه الصفقة “تضم أيضًا معدات تتبع للصواريخ، وقطع غيار لأقسام التحكم، ومعدات إعادة برمجة الذخائر (CMBRE)، ووحدات اختبار (ADU-891)”.
وفي هذا الصدد، أكد هشام معتضد، خبير في السياسات العامة والتحليل الاستراتيجي من كندا، أن صفقة بيع ثلاثين صاروخ جو-جو من نوع AIM-120C-8 AMRAAM للقوات المسلحة الملكية المغربية تعكس تطورًا نوعيًا في التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها حوالي 89 مليون دولار، تمثل مرحلة جديدة في تعزيز قدرات الدفاع الجوي المغربي، مما يعكس أهمية المغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في منطقة شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.
وأكد معتضد، في تصريح خص به “الميدان بريس” أن الصواريخ من طراز AIM-120C-8 تعد من بين الأنظمة الأكثر تطورًا في مجال الصواريخ جو-جو، حيث توفر دقة عالية في التوجيه ومدى عملياتي طويل، موضحا أن حصول القوات المسلحة الملكية المغربية على هذا النوع من الصواريخ يعزز من قدرتها على حماية أجوائها ومجالها الحيوي، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.
وشدد الخبير الاستراتيجي أن التعاون العسكري بين المغرب والولايات المتحدة ليس جديدًا، بل هو جزء من شراكة استراتيجية تمتد لعقود، وأن هذه الصفقة تأتي في سياق تعزيز هذه الشراكة، خاصة في ضوء التطورات الجيوسياسية التي تفرض على المغرب تطوير قدراته الدفاعية لمواجهة أي تهديدات محتملة. الولايات المتحدة، من خلال هذه الصفقة، تؤكد التزامها بدعم الحلفاء الاستراتيجيين في تعزيز أمنهم واستقرارهم.
واعتبر المتحدث ذاته أنه من الناحية الجيوستراتيجية، الصفقة تعكس رؤية مشتركة بين البلدين حول أهمية الحفاظ على الاستقرار في شمال إفريقيا، وهي منطقة حيوية على المستوى الإقليمي والدولي، فالمغرب، يقول معتضد، يلعب دورًا رئيسيًا في مكافحة الإرهاب وتأمين الممرات البحرية الحيوية، مما يجعل تطوير قدراته العسكرية ضرورة استراتيجية ليس فقط للمغرب ولكن أيضًا للمصالح الأمريكية في المنطقة.
وأضاف قائلا “أعتقد أن تعزيز التعاون العسكري المغربي-الأمريكي يرسل رسائل سياسية متعددة الأطراف. فهو يؤكد أن الولايات المتحدة تعتبر المغرب شريكًا رئيسيًا في المنطقة، ويعكس كذلك الثقة المتبادلة بين الطرفين. هذه الرسالة قد يكون لها تأثير مباشر على التوازنات الإقليمية، خاصة في ظل التنافس المتزايد بين القوى الدولية على النفوذ في شمال إفريقيا”.
ومضى يقول “من الجانب العسكري، الصفقة تمثل نقلة نوعية في تجهيزات القوات المسلحة الملكية المغربية. الصواريخ AIM-120C-8 معروفة بقدرتها على تنفيذ عمليات معقدة ضد أهداف متعددة، مما يمنح القوات الجوية المغربية تفوقًا عملياتيًا يعزز من قدراتها الدفاعية والهجومية في نفس الوقت. كما أن المعدات الإضافية، مثل أجهزة التتبع وإعادة برمجة الذخائر، توفر مستوى عالٍ من المرونة والاستدامة في تشغيل هذه الأنظمة”.
وسجل معتضد أن هذه الصفقة تحمل أيضًا أبعادًا اقتصادية وتقنية، حيث ستتطلب تدريب الكوادر المغربية على استخدام وصيانة الأنظمة الجديدة، مما يفتح الباب أمام مزيد من التعاون التقني ونقل الخبرات بين الطرفين. هذا الجانب يعزز من جاهزية القوات المغربية ويزيد من قدرتها على التعامل مع تحديات المستقبل بكفاءة عالية.
وختم تصريحه قائلا “أظن أن صفقة الصواريخ AIM-120C-8 تعكس تطورًا مهمًا في العلاقات المغربية-الأمريكية، حيث تجمع بين الأبعاد العسكرية والجيوستراتيجية والسياسية. المغرب، من خلال هذه الشراكة، يعزز موقعه كلاعب رئيسي في المنطقة، بينما تؤكد الولايات المتحدة على التزامها بدعم حلفائها في مواجهة التحديات المشتركة. هذا التعاون يفتح آفاقًا جديدة لتطوير القدرات الدفاعية المغربية ويعزز من دوره في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين”.