الشيات لـ”الميدان”: يجب على موريتانيا أن تفهم أن علاقاتها مع المغرب لا تضر مصالحها مع الجزائر

زار الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني المغرب، واستقبله الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالدار البيضاء، في سياق مطبوع بتصعيد موريتاني تجاه المغرب، آخره الرفع من الرسوم الجمركية على الشاحنات المغربية المتجهة إلى غرب إفريقيا ، الأمر الذي ردت عليه الرباط بإطلاق خط بحري بين مدينتي أكادير وداكار السينغالية.

وتأتي هذه الزيارة، والتي يمكن وصفها بالتاريخية، بعد تسريبات الاستخباراتية الأمريكية التي أكدت عدم رغبة موريتانيا في الوصول إلى حل للنزاع المفتعل حول الصحراء خوفا من تداعياته على أمنها القومي، في مقابل تبنيها بشكل علني سياسة الحياد الإيجابي ودعمها لحل سلمي ودائم للقضية في إطار الأمم المتحدة.

وفي هذا الصدد، قال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية، بجامعة محمد الأول بوجدة، إن موريتانيا دولة وليدة الإنفصال عن المغرب شئنا أم أبينا.

وأضاف، في تصريح خص به الميدان بريس، “لابد أن نقول ذلك، ومازال للأمر تبعات على مستويات متعددة، بما فيها الجانب السياسي، وقربها الثقافي والأسري من قبائل الصحراء يجعلها في مستوى من عدم الانغماس كليا في مواقف تجاه دولة معينة”.

كما أكد أن موريتانيا يجب أن تعي جيدا أن تعاونها مع المغرب لا يرتبط بتعاونها مع الجزائر، لكن يجب ألا تتعاون مع الجزائر لمحاصرة المغرب وهذا شرط بسيط”.

وزاد قائلا “بالنسبة لعلاقات المغرب مع موريتانيا لا يمكن أن تكون بمعزل عن علاقاتها مع الجزائر، إذ هناك خط مابين الزويرات وتيندوف وهناك علاقات فيما يسمى منطقة التبادل الحر مع الجزائر وهذه الأشياء أعتقد أنها إيجابية بالنسبة لمستقبل العلاقات المغربية”.

وسجل المتحدث ذاته أنه يمكن للموريتانيين أن يشرحوا للجزائر بأنهم يمكنهم أن يحافظوا على علاقاتهم مع المغرب ويثمنون علاقاتهم وتواصله معه باعتباره امتدادا جغرافيا لهم ، وأنه لا يمكنهم أن يذهبوا إلى أوروبا بدون المغرب ولا يمكن للمغرب أن يذهب إلى إفريقيا من دون موريتانيا “.

وأكد الشيات أن الجزائر مارست ضغطا على نواكشوط، خاصة في الفترة التي كانت فيها موريتانيا دولة أكثر ضعفا، مستدركا بالقول “موريتانيا الآن قوية، ومستقرة وغنية خاصة بمواردها الأساسية الغاز والثروات البحرية وربما ثروات أخرى، قد يكون هذا مناسبا لكي تتخد قرارات أكثر عقلانية مع حفاظها على استقرارها الداخلي بمعدل نمو ديمغرافي مناسب “.

وشدد الشيات على أن هذه الشروط لا تتوفر حاليا في موريتانيا، ولكنها على أهبة الحصول على هذه المقومات، مقومات إقتصادية ومقومات ديمغرافية “.

وأشار الشيات إلى أن موريتانيا وإن كانت تدخل الآن في إطار التوجه الجزائري لمحاصرة المغرب وعدم إمكانية امتداده الأطلسي والساحل و الصحراء، فمهما كانت مواقفها الآنية ستتوافق مع الرؤى المغربية لأن الرؤى المغربية هي رؤى مغاربية.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن المغرب لا يريد أن يحاصر الجزائر ولا يريد أن يعزل موريتانيا، مشيرا إلى أن المشكلة في الدول التي تريد أن تحاصر المغرب وأن تعزله وتجعله دولة صغيرة من حيث المساحة”.

وزاد قائلا “للأسف نضطر دائما أن نتعامل بنوع من البراغماتية مع دول كموريتانيا، والتي من المفترض أن تكون واعية أن مصالحها مع المغرب ومع الجزائر في إطار مغاربي، وفي إطار متكامل وتعاونها مع الجزائر لا يضر مع تعاونها مع المغرب والعكس صحيح”.

وخلص االشيات إلى أن موريتانيا يجب أن تكون أكثر عقلانية وهذا الأمر يتناسب أيضا مع مواقفها مع الجزائر مادام أن مواقفها طبيعية مع المغرب، وإن كان موقفها متذبذب من قضية الصحراء المغربية، لا يجب أن يأخد كمعيار أساسي للتعامل معها لأنها دولة محايدة وتدخل في إستراتيجية قوية مع المغرب على المستوى الأطلسي والساحل والصحراء، مشيرا إلى أن تمثين هذه الروابط والعلاقات سيكون مناسبا لبناء منطقة مغاربية قوية لمجابهة التحديات الكثيرة التي ستعرفها هده المنطقة مستقبلا.

مقالات ذات صلة