خبير أمني يعدد لـ”الميدان” تأثير سقوط نظام الأسد على جبهة البوليساريو

أكد الخبير الأمني والاستراتيجي، محمد الطيار، أن تأثير سقوط النظام السوري على البوليساريو كبير جدا، وهو يدخل في إطار حلقة من سقوط داعمي البوليساريو في الشرق الأوسط، خاصة انكماش حزب الله بعد تلقيه العديد من الضربات وكذلك تراجع النفوذ الإيراني في المنطقة.

وأوضخ الطيار، في تصريح خص به “الميدان بريس”  أن إيران وسوريا والجزائر وكذلك حزب الله كانوا يشكلون محورا داعما للبوليساريو لمدة طويلة على المستوى السياسي وعلى المستوى العسكري، وعلى مستوى الدعم اللوجيستيكي وإلى غير ذلك، مشيرا إلى أن النظام السوري دأب طيلة السنوات الماضية على لعب دور إلى جانب الجزائر في أروقة الأمم المتحدة وفي عدة مناسبات كداعم للانفصال في الأقاليم الجنوبية المغربية.

تابع قائلا “كان ممثلو سوريا سواء في اللجنة الرابعة للجمعية العامة أو غيرها دائما يعلنون عن دعمهم، وهو الأمر كذلك بالنسبة لإيران والجزائر”، مؤكدا أن تقلص وسقوط النظام السوري والوضعية التي أصبحت فيها إيران وكذلك حزب الله له تأثير خطير جدا على البوليساريو وعلى الجزائر بالدرجة الأولى”.

وسجل المتحدث ذاته أنه وبحكم أن البوليساريو كانت دائما تستقبل وفودا قادمة من سوريا في مختلف المناسبات التي تسميها بالوطنية داخل المخيمات وكانت الأعلام السورية عادة ما يتم رفعها بهذه المناسبات، لذلك فسقوط النظام السوري هو ضربة خطيرة جدا وموجعة للبوليساريو.

وأبرز الطيار أن سقوط النظام السوري وانكماش المحور الإيراني وتراجعه، ووضعية حزب الله الحالية، هذا الأخير الذي كان يشرف على تدريب عناصر البوليساريو، ليس فقط في لبنان، ولكن كذلك في سوريا وفي تندوف سيكون ضربة حقيقية للانفصاليين، وبعبارة أخرى سقوط النظام السوري له انعكاسات خطيرة جدا على المستوى النفسي حيث أن هذا السقوط جاء في سياق عام تشهده البوليساريو والجزائر، والتي تعيش عزلة بعد عزلة في محيطها وعلى المستوى العالمي، وبالنسبة للطرح الانفصالي يعيش طيلة هذه السنوات الماضية تراجعا وانكماشا وتدهورا خطيرا جدا، لذلك فسقوط نظام كان يقدم الدعم السياسي والعسكري والإعلامي للانفصاليين طبعا له تأثير خطير جدا على البوليساريو.

ولفت الطيار إلى أن المعلومات التي أوردتها عدد من التقارير الإعلامية بخصوص القبض على جنرال جزائري وعلى تقريبا حوالي 500 عنصر من البوليساريو من طرف المعارضة السورية، هي معلومات صحيحة بحكم أن الجزائر تعودت على إرسال مرتزقة البوليساريو إلى العديد من بؤر التوتر.

وأكد الخبير الأمني أن الجزائر سبق وأن أرسلت مرتزقة البوليساريو إلى ليبيا خلال أزمتها للقتال إلى جانب القذافي وتم إلقاء القبض على عدد منهم، وعلى إثر ذلك هجم الثوار الليبيين على السفارة الجزائرية وحصلوا على العديد من الوثائق التي تثبت إستعمال القذافي لعدد كبير من مرتزقة البوليساريو في حربه الأهلية، يضيف المتحدث ذاته.

وأوضح الطيار أن نفس الممارسة تمت في سوريا، وفي مناطق الصراع في أزواد، حيث عادة ما تقوم الجزائر بإرسال مليشيات البوليساريو في إطار هذه المواجهات، لذلك مسألة إلقاء القبض على عناصر البوليساريو هذا أمر مؤكد كما أن هناك العديد من الوثائق الرسمية التي تم تسريبها والتي تؤكد أن جيش بشار الأسد كان يستعين بعناصر البوليساريو في حربه ضد الشعب السوري، يضيف الطيار

 

مقالات ذات صلة