بفركان لـ”الميدان”: “CNSS” تحجز على حسابات أرباب المقاهي والمطاعم والوضع تفاقم بشكل كارثي
إدريس بيكلم
تستمر الأزمة بين جمعية أرباب المقاهي والمطاعم، والصندوق الوطني للضمان الاجتماعي والحكومة في التفاقم، حيث تقوم مصالح الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، بالحجز على حسابات عدد من ارباب المقاهي والمطاعم الصغرى في عدد من المدن، بسبب المراجعات الضريبية وأصول الغرامات والذعائر عن التأخر في الأداء لفائدة الصندوق، مما حذا بالمهنيين لتنظيم وقفات احتجاجية، ضدا على ما يعتبرونه قوانين وإجراءات تهدد مهنيي القطاع والعاملين فيه بالتوقف والإفلاس.
ويشتكي عدد من المهنيين من أن هذه المراجعات التي يقوم بها الصندوق، تجرى بطريقة غير صحيحة وتفرض مبالغ خيالية لا تقدر هذه المقاهي والمطاعم على آدائها، اضافة إلى التضخيم في الدعائر والغرامات والتي تفوق احيانا باضعاف المبالغ الأصلية حسب ما تبينه بعض قرارات التحصيل الذي اصدرها الصندوق.
وقد انتقلت مصالح الضمان الاجتماعي، من المطالبة بالتحصيل الجبري للمستحقات والدعائر إلى التهديد بإعمال مسطرة الإكراه البدني في حق أرباب المقاهي المتعسرين، ما يهدد العشرات منهم بالسجن وراء القضبان واغلاق محلاتهم وتشريد العمال وأسرهم، وحسب الوثيقة التي تحصل عليها “الميدان” فإن بعض مقررات الصندوق ومراسلاته للمهنيين تتضمن مبالغ دعائر وغرامات كبيرة جدا، إضافة إلى مراسلة أخرى تحصل عليها “الميدان”، تكشف عن تهديد مهني باعمال مسطرة الاكراه البدني.
وفي تصريح لـ”الميدان”، كشف مولاي أحمد بفركان، المنسق الوطني للجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، أن الامر تفاقم بشكل كارثي، بل أصبحت مصالح الضمان الاجتماعي تقوم بالحجز على حسابات أرباب المقاهي والمطاعم المتضررة من هذا القرار، رغم ما تم الاتفاق عليه مع الصندوق بعدم الحجز على الغرامات وإنما على أصول الدين، لافتا إلى أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يعتبر أنه ينفذ ويطبق القانون الذي يؤطر هذه المسألة.
وأضاف بفركان، أنه من الضروري السعي لتغيير القانون حتى يحمي مصالح أرباب المقاهي والمطاعم الصغرى، مطالبا بأن تتدخل الحكومة، ونواب الأمة في البرلمان واستحضار مصلحة المطاعم والمقاهي الصغرى والمتوسطة، وحماية مناصب الشغل التي توفرها ومعيش الأسر التي تعيلها، معتبرا أن المؤشرات التي أتى بها قانون المالية لهذه السنة مقلقة، إذ تضمن موارد مالية تشكل فيها الضرائب ما لايقل عن 98%، مما يؤشر على استمرار استنزاف المقاولات ودافعي الضرائب بزيادات أخرى.
وكشف منسق الجمعية الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، أنه تم اعتماد مراجعات ضريبية، بأرقام فلكية تهدد العديد من المقاهي والمطاعم بالافلاس وإغلاق أبوابها، بسبب هذه المراجعات التي تضمنت حتى فترة الحجر الصحي التي عرفت إغلاقا جماعيا، والتعسفات التي يقوم بها الصندوق أحيانا ضد المهنيين، وتجميع المراجعات لسنوات واقرار مبالغ فلكية لمقاولات صغيرة جدا.
وشدد المتحدث ذاته على أن الحكومة تجاوبت مع مطللب المهنيين، متسائلا باستغراب عن وصول الأمر بأرباب المقاهي والمطاعم للإحتجاج، ما يعني وصول الأزمة الى مستويات قصوى، مستغربا كذلك من إقدام الحكومة من رفع نسبة الضريبة من 20% الى 30% بالنسبة للمقاهي والمطاعم والتي مقاولات صغيرة جدا، فيما خفضت الضريبة بالنسبة للشركات والمقاولات الكبرى من 30% الى 20%.
وطالب مولاي أحمد بفركان، بإعادة النظر في القانون، وطريقة احتساب الذعائر والتي اعتبرها غير مقبولة وفريدة من نوعها، مشددا على ضرورة إنصات الحكومة للمهنيين، وليس للاتحاد العام لمقاولات المغرب لأنه يمثل أصحاب الشركات الكبرى ويدافع عن مصالحها فقط