رئيس نقابة المقاولات الصغرى والمتوسطة لـ”الميدان”: شركة العلج تهدد المقاولات بالافلاس

شركة العلج تهدد المقاولات الصغرى بالإفلاس

 

ادريس بيگلم

اتهم عبد الله  الفرگي رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، الحكومة بمحاباة الباطرونا وأرباب الشركات الكبرى، على حساب الشركات والمقاولات الصغرى والمتوسطة، وأن شعارات دعم وحماية المقاولات الصغرى والمتوسطة وإشراكها في الدورة الاقتصادية، مجرد شعارات للاستهلاك السياسي فقط، مشيرا إلى أن  الميزانيات المخصصة لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة في قانون المالية يتم صرفها على الشركات والمقاولات الكبرى، دون أن تستفيد منها هذه الفئة التي خصصت لها من المقاولات والشركات الوطنية.

جاء كلام رئيس نقابة المقاولات الصغرى والمتوسطة، في معرض جوابه على أسئلة موقع “الميدان” بخصوص أزمة ديون المقاولات الصغرى والمتوسطة، مع شركة “البناؤون الشباب” لمسيرها السابق ومالك جزء من رأسمالها الحالي شكيب لعلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، مشددا على أنه لا نية لدى لعلج والحكومة والمتدخلين الآخرين، الذين تحاوروا معهم منذ غشت الماضي، لحل المشكل الذي يهدد عشرات المقاولات الصغرى والمتوسطة التي لها ديون بذمة شركة “البناؤون الشباب” بمبالغ مالية كبيرة تصل إلى 400 مليون سنتيم، بالافلاس وانهاء نشاطها.

واسترسل  عبد الله الفرگي  قائلا، إن “المشكل الذي تسببت فيه شركة “البناؤون الشباب”، لعدد كبير من المقاولات الصغرى والمتوسطة ما زال يتفاقم، رغم كل محاولات احتوائه وديا بين الأطراف المعنية، ورغم المراسلات التي قدمت للحكومة والمعنيين والمتدخلين، إلا أن عدم تسوية الشركة للمستحقات والديون المتراكمة عليها لفائدة مقاولات المناولة أو المتعاملة معها، أدى إلى هذا الوضع الخطير”، لافتا إلى أن مصالح صندوق الضمان الاجتماعي عمدت للحجز على الحسابات البنكية  للعديد من المقاولات الصغيرة التي تأزمت وضعيتها المالية بسبب امتناع الشركة المذكورة عن سداد ديونها المستحقة لفائدة هذه المقاولات.

وأكد الفرگي أن عددا من أصحاب وممثلي المقاولات، تنقلوا  مرار إلى مقر شركة “البناؤون الشباب” لمعالجة المشكل بشكل ودي، لكن بدون جدوى رغم تصريحات شكيب لعلج بكون الشركة ستسدد ما بذمتها للموردين والمتعاملين معها، إذ تفاجؤوا بغياب أي مخاطب للشركة، بل وأحيانا يخبرون بأن عليهم مخاطبة شكيب لعلج شخصيا، معتبرا أن هذا الأمر يبين عدم جدية هذا الأخير في حل المشكل، كما أن الحكومة سواء في شخص رئيسها أو وزيرة المالية أو الوزير المكلف بالمقاولات الصغرى والمتوسطة لحسن السكوري، لم يتطرقوا أبدا لهذا الملف، ولم يجر الوزير السكوري أي حوار أو وساطة بين المقاولات المتضررة والشركة المعنية، بغية الوصول إلى حل للملف الذي يهدد العديد منها بالافلاس والاغلاق وتشريد عمالها وأسرهم.

واستغرب المتحدث كيف يتم اعتبار شركة “البناؤون الشباب” ضمن المقاولات الصغرى والمتوسطة، وهي التي يتجاوز رقم معاملاتها السنوية 300 مليون درهم، في حين أن المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب جميعها لا يصل رقم معاملاتها ل 200 مليون درهم، كما استغرب كذلك من حصول شركة العلج على صفقات وطلبيات تفوق  قيمتها مليار و500 مليون درهم،  وهي التي لم يمض على إحداثها حتى خمس سنوات، فيما لا يتجاوز مبلغ الصفقات التي تنالها باقي المقاولات الصغرى في أحسن الأحوال 100 مليون درهم رغم عمر بعضها الذي يزيد عن عشرين سنة.

وطالب رئيس الكونفدرالية المغربية للمقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، الحكومة والمؤسسة التشريعية بتجويد القوانين التي تؤطر عمل وعلاقات المقاولات الصغرى والمتوسطة بالمؤسسات والمتعاملين معها، بما سيعزز حضور هذه المقاولات في النسيج الاقتصادي الوطني، ويحول دون وقوعها تحت طائلة التصفية او الحجز على حساباتها في الحالة المشابهة لما يقع مع هذه الشركات.

مقالات ذات صلة