أكاديمي لـ”الميدان”: إيران تتودد للمغرب وهناك إمكانية تحقيق تقارب بين البلدين

ادريس بيكلم

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية إسماعيل بقائي أن بلاده كانت دائما مرحبة بتحسين وتوسيع العلاقات مع المغرب مشيرا إلى أن تاريخ علاقات البلدين واضح.

وتسعى إيران إلى التقرب من المغرب، وذلك في ظل التغيرات المتسارعة التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، وبحث طهران عن متنفس جديد، الأمر الذي يؤشر على حصول انفراجه في العلاقات بين الرباط وطهران.

وذكرت تقارير صحافية أن المملكة العربية السعودية تقود جهود الوساطة بين المملكة وإيران،، في الوقت الذي يشترط فيه المغرب وقف دعم إيران عبر أدرعها لمليشيات البوليساريو واتخاذها لموقف داعم للوحدة الترابية للمملكة ودعم مبادرة الحكم الذاتي، كشرط أساسي لاستئناف العلاقات مع طهران.

وتشير ذات المصادر إلى أن إيران في طريقها للاستجابة للمطالب والشروط المغربية، مما يجعل إمكانية تحقيق تقارب وتطبيع للعلاقات الديبلوماسية المقطوعة بين البلدين أمرا وارد الحدوث، في الأيام أو الأسابيع القليلة القادمة، سيما وأن هناك تحولا جذريا لموقف عدد من الدول الكبرى نحو دعم سيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية، وكذا لاعتبار المملكة أن الشرط الأساسي لتطبيع العلاقات أو تطويرها مع أي دولة هو موقفها من الوحدة الترابية للمملكة.

ويرى رشيد البكر، أستاذ القانون العام في جامعة شعيب الدكالي بالجديدة، أن هناك إمكانية حقيقية لإيجاد أرضية ممكنة للتفاهم وللتقارب بين البلدين، إذ يكفي لإيران أن تعترف بمغربية الصحراء الغربية، نافذة المغرب على الخارج، ليبدأ النقاش بين الطرفين حول نقط أخرى، معتبرا أن الاتفاق حول هذه النقطة هو الاساس وهو التعبير الحقيقي عن حسن النية تجاه المغرب، أما الباقي فلن يكون إلا مجرد تفاصيل، وحتما إن إيران واعية بهذا الشرط المبدئي، ولو لم تكن لها نية في التعبير عن موافقتها على هذا الشرط ما فتحت الموضوع ولا التفت اليها المغرب من الأساس.

وأضاف البكر، في تصريح خص به “الميدان بريس” قائلا “إيران هي التي تطلب ود المغرب اليوم، ولا أظن أن خطوتها هاته ولدت من فراغ، فليس هذا منطق تعامل الدول في علاقاتها الخارجية، بل من المؤكد، أن دعوتها هذه، أملتها مراجعات موضوعية ومصالح حقيقية رأت أنها أصبحت مهددة، بعدما تبين لها أن أطروحة الجزائر باتت ضعيفة وتتآكل لحظة بعد أخرى، وأنها لا يمكن أن تشكل بالنسبة إليها الحليف الذي يمكن الاعتماد عليه”، مشيرا إلى” أنها الآن تسعى إلى تصحيح مسار تحالفاتها ، عن طريق الخروج من المنطقة الرمادية كما سبق أن قلت، أي وقف الدعم عن البوليساريو والاعتراف الرسمي بمغربية الصحراء، هذا إن كانت صادقة بالفعل في خطبة ود المغرب”.
ولفت المتحدث إلى “أن أسلوب جلالة الملك محمد السادس في الحكم، هو الصبر واستثمار الوقت وتسوية الملفات على نار هادئة بدون ضجيج وبدون ثرثرة، وهي استراتيجية اعتمدها في تدبير العديد من الملفات ذات الحساسية الدقيقة وبالغة التعقيد، على اعتبار أن تدبير أمور الحكم، سيما في شقه الخارجي، مسألة تتطلب بالفعل، نفسا طويلا، فليس المهم كثرة الكلام، بل الأهم هو قوة الفعل ونجاعة القرار”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن ملف العلاقات المغربية الإيرانية، رغم الحساسية الكبيرة التي يعرفها، دائما ورغم أن العديد من الزملاء يرون بصعوبة بل باستحالة رجوع المياه لمجراها في العلاقة بين البلدين، فإنه من اللازم التروي في الحكم ، تأسيسا على النشاط والحيوية اللذان يطبعان ديبلوماسية المغرب، مردفا بالقول” كنت أقول أنها قد تفاجؤنا بالذي لا يخطر على بال، سيما ان المغرب معروف بكونه الدولة التي لا تسعى إلى خلق المشاكل مع أحد ولا إلى إشعال فتيل العداوة مع أي كان، وحتى إن وجدت بعض المشاكل، فسعيه يكون دائما نحو الحل وليس نحو تعميقه”.
وخلص الاستاذ الجامعي إلى القول بأن إيران هي الطالبة اليوم وليس المطلوبة ، وشتان بين الطالب والمطلوب في حقل العلاقات الدولية المفتوح على كل الاحتمالات ، وقديما قيل ليست هناك عداوة دائمة بقدر ما هناك مصلحة دائمة.

مقالات ذات صلة