عودة ترامب للبيت الأبيض .. الشيات يعدد لـ”الميدان” مكاسب وتحديات ملف الصحراء المغربية
ادريس بيگلم
شكلت عودة دونالد ترامب للبيت الأبيض من جديد، مفاجأة كبرى بالنظر للتحديات التي واجهته في الطريق نحو رئاسة أقوى دولة في العالم للمرة الثانية، وكذا بالنظر للنتائج الكبيرة وغير المسبوقة التي حققها هو وحزبه في هذه الانتخابات. وبصعود ترامب مجددا لرئاسة الولايات المتحدة، تعود العلاقات المغربية الامريكية القوية إلى طور أكثر قوة، مما هي عليها الآن، سيما وأن ترامب هو من اتخد القرار التاريخي الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه.
وشكل الموقف الامريكي في عهد ترامب الداعم للسيادة المغربية على كامل الأقلاليم الجنوبية للمملكة، نقطة تحول مهمة في الملف الذي عمر طويلا ولصالح الطرح المغربي المبني أساسا على الحكم الذاتي، وحضي المغرب بعد ذلك بمكاسب استراتيجية كبرى في سعيه نحو حسم الملف نهائيا، وذلك بتوالي اعترافات دول كبرى ومؤثرة في العلاقات الدولية بالسيادة المغربية على الصحراء، ودعم مقترح الحكم الذاتي، كاسبانيا وفرنسا والمانيا والبقية تأتي قريبا.
وبينما يرى مراقبون أن صعود ترامب سيعزز مكاسب المغرب بخصوص ملف الصحراء، وسيزيد من حضوة مقترحه بخصوص الحكم الذاتي كأساس وحيد للحل، يرى البعض أنه وبالمقابل ستسعى الجزائر الى عرقلة هذه المكتسبات والتودد أكثر لإدارة ترامب عبر مغريات مالية واقتصادية كبرى، حتى تستطيع التأثير على مستقبل الملف.
وفي هذا السياق، يرى خالد الشيات، استاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن السياسة التي نهجها ترامب بشأن قضية الصحراء المغربية والمبنية على التوافق الثلاثي المغربي الامريكي الاسرائيلي يمكن أن تستمر بشكل أفضل، بما في ذلك تنزيل كل مقتضيات الاتفاقيات المبرمة بهذا الخصوص، بما فيها القنصلية الامريكية في الداخلة، مشددا في ذات السياق على أن إقامة قنصلية فرنسية في الاقاليم الجنوبية سيسهم في وصول الملف المغربي إلى أقصى درجات القوة التي يمكن تصورها منذ اندلاع هذا النزاع، والذي تأثر كثيرا بنزاعات الحرب الباردة.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، في تصريح أدلى به “للميدان بريس” أن مكاسب عودة ترامب للبيت الابيض، بالنسبة لملف الصحراء المغربية، متعددة سيكون من أهمها سحب عدد من الدول لاعترافاتها بالكيان المزعوم، واعتراف دول مهمة أخرى بالسيادة المغربية على صحرائه، لافتا إلى أن الجزائر والبوليساريو لن تقفا مكتوفتا الأيادي أمام هذا المسار، بل ستعمد الجزائر إلى الاقتراب من الادارة الامريكية، وتعمل على أن يكون هذا التقارب ماديا أو مصلحيا، يقول الشيات.
وأوضح المحلل السياسي أن الجزائر وضعت ميزانية ضخمة للتسلح لإغراء الادارة الامريكية الجديدة، ولمدة أربع سنوات القادمة والتي هي مدة ولاية دونالد ترامب، معتبرا ذلك إغراء متعدد الأوجه، حيث سيمكن ذلك الادارة الامريكية من كسب أكثر من 60 مليار دولار من هذا النزاع حسب الخطط الجزائرية يقول المتحدث.
وختم الشيات بالقول إن هناك تدافعا قويا بين الجزائر والمغرب بخصوص توجهات إدارة ترامب ومحاولات الجزائر التأثير عليها ماديا أو اقتصاديا تظل قوية رغم أن الاتفاق الثلاثي المغربي الامريكي الاسرائيلي حدد معالم وتوجهات العلاقة بين البلدين وموقف الولايات المتحدة من الصحراء المغربية، إلا أن على المغرب واللوبي المغرب تكتيف جهوده لاستمرار تنزيل مضامين هذا الاتفاق.