العروسي لـ”الميدان”: الصين تمسك العصى من الوسط بخصوص ملف الصحراء المغربية
ادريس بيگلم
ذكرت تقارير اعلامية متعددة أن هناك تقارب مغربي صيني سيفضي في قادم الأيام إلى تحول في الموقف الصيني من الوحدة الترابية للمملكة، واعلان دعمها لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
وتشير ذات المصادر إلى قرب إعلان بكين الموقف ليساير التحول الذي تبديه عدد من الدول الكبرى في العالم نحو دعم السيادة المغربية على كامل صحرائه، وبالتالي الالتحاق بركب هذه الدول في شراكاتها وعلاقاتها مع المغرب وما يتيحه ذلك من فرص اقتصادية واستثمارية كبرى.
ويعتبر المراقبون أن الخطوة الصينية إن تمت ستكون قوية، سيما وأن الصين تعتبرا حليفا تقليديا للجزائر، وفي معسكر يدعم الجزائر سياسيا وعسكريا، رغم تبنيها لمواقف محايدة في المنظمات الأممية حول النزاع الاقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية، كما أن علاقتها التاريخية والاستراتيجية والاقتصادية بالجزائر قد تشكل عقبة أمام هذا التحول حسب بعض المصادر.
وفي هذا السياق، اعتبر محمد عصام العروسي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس أن الصين قد تتقاسم نفس الرؤيا مع الدول الكبرى كالولايات المتحدة وفرنسا، بخصوص تحريك آليات الحكم الذاتي، غير أن الصين ستظل تحافظ على موقفها الحيادي، ومسافة مع كل الاطراف، في مجلس الأمن، بحسب العروسي.
وأرجع الخبير الاستراتيجي أسباب ذلك، في تصريح خص به “الميدان بريس”، إلى أسباب سياسية واقتصادية، حيت أن الاستثمارات الصينية في الجزائر تعد من بين الأعلى في شمال افريقيا، مشيرا إلى أن هذه المصالح الاقتصادية المشتركة والتعاون الصيني الجزائري في العديد من القطاعات، خاصة في المجال العسكري والتجاري، ستدفع الى الاعتقاد بأن الصين ستتمسك بموقف الحياد في محلس الأمن.
ولفت العروسي إلى أن هذا الموقف قد يتململ نحو الاعتراف بأهمية الحكم الذاتي على اعتبار أنه آلية دولية، وأن هناك زخم كبير جدا للدول التي تعترف بهذه الآلية لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مشيرا في ذات السياق إلى الإستثمارات الكبرى في المنطقة الافريقية وخاصة في الصحراء المغربية وهي نقطة جذب كبيرة جدا ومهمة للصين، ما سيشكل دافعا اساسيا لانضمام الصين لدعم مبادرة الحكم الذاتي بغض النظر عن علاقاتها التجارية مع الجزائر.
وذهب المتحدث إلى القول بأن الصين ستبقى وفية لشراكتها التجارية وتعهداتها مع الجزائر، على اعتبار التقارب الكبير الجزائري الصيني، سيما وأن الجزائر تميل لهذا المحور الصيني الروسي، فيما يميل المغرب للمحور الغربي الأمريكي الأوربي، معتبرا أن الصين تعمتد سياسية مسك العصا من الوسط، او سياسة الحلول المعتدلة او الوسطى.
وختم العروسي بالتأكيد على أن الصين لا تريد ان تخسر المغرب كما الجزائر لذلك ستظل وفية لشراكاتها مع البلدين وستعتمد سياسة تقارب كبرى مع المغرب باعتباره فاعل استراتيجي في افريقيا ومع الجزائر باعتبار حجم الشراكة والاستثمارات الصينية الكبرى في هذا البلد.