بوشاهب يكتب.. رحل عبد المجيد دون ضجيج وترك إرثا من الأخلاق النبيلة
في صمت عميق، ودعنا الأخ والصديق الحميم، والصحفي القدير عبد المجيد كحولي. رحل عبد المجيد كما عاش، بكل هدوء وصمت، تاركا وراءه فراغا كبيرا، وألما عميقا في قلوب كل من عرفوه، وعملوا معه.
عرفت عبد المجيد منذ سنوات عديدة، عرفته كأخ، وكصديق، وكصحفي متميز يحمل قلمه بصدق ونزاهة، ويكتب بحب وشغف لا مثيل لهما. كان عبد المجيد نموذجا للصحفي الذي يطورنفسه ويطوع قلمه في عالم الإعلام المتغيير بسرعة كان يؤمن برسالته كما كان يؤمن بقدره، يضع مصلحة الكلمة الحرة فوق كل اعتبار. لم يكن يوما باحثا عن الأضواء، ولم يسع وراء الشهرة، بل كان يجسد جوهر الصحافة الحقيقية؛ صحافة تحمل في طياتها أمانة الكلمة، وصدق الرسالة.
لقد كان عبد المجيد الأخ يتسم بالهدوء والرزانة في كل شيء. حتى في أشد المواقف توترا، كان يقابل الجميع بابتسامة هادئة، وكلمات مليئة بالحكمة والتروي.
رحل عبد المجيد دون أن يحدث ضجة، كما كان يحب أن يعيش. كانت لديه قدرة عجيبة على أن يمضي دون أن يزعج، وأن يترك أثرا في كل مكانٍ مرّ به دون أن يشعر به أحد. ترك وراءه إرثا من الأخلاق النبيلة، والعمل الدؤوب، والتواضع الراقي الذي يندر أن نجد مثله في هذا الزمن.
عبد المجيد، رحلت عن عالمنا لكن روحك ستبقى بيننا، ستبقى في كل كلمة كتبتها، وفي كل موقف وقفته من أجل الحق. ستبقى في قلوبنا كذكرى عطرة، وكأخ وصديق حميم نفتقده اليوم، لكننا نحتفظ به في ذاكرتنا بكل حب واعتزاز.
في وداعك الأخير، لا أملك سوى أن أقول: وداعا يا صديقي العزيز، وداعا يا من أحببناك بصدق، وافتقدناك بكل ألم. نطلب من الله أن يرحمك برحمته الواسعة، وأن يسكنك فسيح جناته، وأن يلهمنا ويلهم ذويك الصبر والسلوان على فراقك.
عبد الحميد بوشاهب