حبيب كروم يكتب.. رسالة إلى السيد رئيس الحكومة المحترم
لا يمكن استمرار الوضع الصحي على حاله إلى ما لا نهاية، فلابد للاحتقان أن يتوقف نظرا لما له من آثار جد وخيمة على وجهات ومستويات مختلفة تحديدا منها تعطل مصالح وحقوق المواطنين المكفولة دستوريا، وفي ذات الوقت له انعكاسات سلبية على تنزيل ورش الحماية الاجتماعية علاوة على الصورة الناجمة عنه والتي لا تخدم مصلحة البلد المقبل على تنظيم بطولة كأس إفريقيا وكأس العالم على التوالي بحكم ان القطاع الصحي يعتبر ضمن أهم المؤشرات المعتمدة في إسناد هذا الامتياز الذي حضيت به بلادنا، فلابد من تأهيل المنظومة الصحية بشكل غير مسبوق حتى ترفع التقارير على النحو إلايجابي من طرف الملاحظين و المراقبين والزوار.
إن استمرار التشنج و التوثر سيساهمان في المزيد من الخسارة المادية و المعنوية لكنهم لن يدوما طويلا بحكم نظرية المنطق، عبر العالم الاضرابات المعدودة او المفتوحة كانت دوما لها نهاية في الزمن، فمن المسؤول عن إطالة امد الاحتجاجات والخسارة الناجمين عن الاخلال بالاتفاقيات و تجاهل المطالب النقابية التي تم الاتفاق بشأنها بشكل رسمي و باشرك مكونات من الحكومة؟
فإذا كنا نعلم مسبقا ان الوضع غير سليم ومقلق وانه محدود في الزمن، وان اطالة الاحتقان لن تدوم حيث سيزول بايجاد حلول مرضية و شافية، وجب على من له القرار ان يسرع في اطفاء نار الغضب والتوتر تفاديا للمزيد من المضيعة في حقوق المواطنين المرضى من جهة و تقليل الاحباط وتعزيز رضا الموظفين والمستخدمين وادأىهم من جهة أخرى.
ان السيد رئيس الحكومة المحترم مطالب اكثر من أي وقت مضى بالتدخل العاجل لادارة أزمة القطاع الصحي التي ستكون لها انعكاسات واثار سلبية على ادائه الحكومي و مساره السياسي، كما ستخلف في نفوس مهنيي الصحة اثارا جد وخيمة.
إن الحكامة الجيدة تستدعي استحضار مصلحة الوطن اولا بانهاء تداول المزيد من الصور والفيديو هات التي يتأسف على مشاهدتها الاصدقاء و يتمتع بمتابعتها الاعداء في مختلف بقاع العالم و التي تسيئ الى القطاعي الصحي ببلادنا، كما أنها ستساهم في استتباب الأمن الصحي وضمان الحق في الصحة للمواطنين.
إن السيد رئيس الحكومة المحترم مطالب بأن يكون على نفس المسافة مع جميع القطاعات الحكومية فكما تم ايجاد حلول شافية لاحد القطاعات الاجتماعية وتم انهاء الاحتقان الذي وصل دروته بتدخله الشخصي الإيجابي نأمل أن يتخد نفس الخطوة بشكل سريع لإزالة هذا الغضب الذي يخيم على مهنيي الصحة وعلى المواطنين المغاربة بشكل عام، من اجل ربح الوقت وتفاديا للمزيد من الخسارة المادية و المعنوية التي نحن في غنى عنها.
حبيب كروم