محمد شريف: شقيق مؤسس البوليساريو يملك سجلا أسودا لا يسمح له بقيادة الجبهة- حوار
تعيش جبهة البوليساريو الانفصالية غليانا داخليا يضعها على شفا الانهيار، وتسابق قياداتها الزمن من أجل تسويق نفسها على أنها المنقذ والمسيح المخلص من هذا الوضع المتأزم.
كما تعيش مخيمات تندوف احتقانا واسعا تواجهه قيادة الجبهة بقمع المحتجزين، في محاولة لتطويق الأزمة التي باتت تهدد بانهيار وشيك للانفصاليين.
خروج مصطفى البشير، شقيق الوالي السيد مؤسس جبهة البوليساريو، في هذا الوقت، محاولة لتسويق نفسه كقائد قادر على قيادة الجبهة، الأمر الذي خلف انقساما حاد وأدى إلى تأزيم الوضع أكثر فأكثر، وأدخل التنظيم الإنفصالي في عنق الزجاجة.
في هذا الحوار نستضيف محمد شريف، رئيس لجنة العلاقات الخارجية لحركة صحراويون من أجل السلام، للحديث عن دلالات خروج شقيق مؤسس البوليساريو في هذا التوقيت، وقدرته على قيادة الجبهة، والاحتقان الذي يعرفه التنظيم.
_ 1 – كيف قرأتم ما صدر عن المصطفى البشير الرجل الثاني داخل جبهة البوليساريو بخصوص مستقبل الجبهة ؟
ليس بالأمر المفاجئ أن تصل البوليساريو على مستوى قياداتها الى هذا الشكل من التراشق والانقسام، فتصريح البشير المصطفى السيد هو الحقيقة التي نطقت بها حركة صحراويون من أجل السلام حينما دقت ناقوس الخطر بخصوص مستقبل البوليساريو.
كما أن دعوة البشير المصطفى السيد لتنظيم ندوة وطنية هي نفسها دعوات الاصوات التي شكلت الأغلبية، والتي تعرضت بسبب ذلك للتنكيل والاعتقال، واليوم يريد القدر للبشير أن يصادق على كلام الأغلبية من الأطر والقيادات بعد أن غادرت وتركت سفينة البوليساريو، لتنخرط في مشروع جديد يهدف إلى لم الشمل وإنقاذ الصحراويين من ويلات التشرد والمنفى.
_ 2- في رأيكم ما هي خلفيات تصريح البشير السيد في هذا الوقت بالذات؟
من المعروف أن البشير المصطفى السيد رجل متسلط ويملك سجلا اسودا لا يسمح له أبدا بقيادة اي مرحلة من مراحل البوليساريو، لكن يبدو أنه يحاول بخرجاته الارتماء في أحضان من كان يصفهم بالخونة، بسبب الهزيمة وسقوط قيادة البوليساريو في وحل ملف الصحراء والفشل الذريع، ويحاول اقناع ساكنة المخيمات بأنه رجل المرحلة عبر تبنيه لافكار مجموعات قديمة كانت ولازالت تطالب بالتغيير في البوليساريو على كل الجوانب.
_3- هل تعتقدون أن خطاب الرجل الثاني داخل جبهة البوليساريو سيكون له وقع على الصحراويين بمخيمات تندوف؟
لابد أن خرجات رجل مثل شقيق مؤسس البوليساريو ستكون لها وقع كبير داخل المخيمات، لكنها لن تتجه إلا إلى الزيادة في الغليان الداخلي، بسبب الانقسام حول الرجل.
كذلك لن تسلم القيادة من التأثر من كلام البشير المصطفى السيد فهو مستشار ابراهيم غالي، حتما ستتجه هذه المرحلة نحو مزيد من الانكسار للبوليساريو.
_4- تفاعلتم كحركة صحراويون من أجل السلام، مع كلام الرجل الثاني داخل جبهة البوليساريو، ما هي اقتراحاتكم لتنظيم حوار او ندوة بين الصحراويين في هذا الشأن؟
نحن نواصل عملنا منذ أربع سنوات، ونحرص كذلك على مواصلة الاتصال بالصحراويين، نهدف من خلال دعوتنا لتنظيم حوار صحراوي، الى فتح نقاش جدي وتفكير عميق في جو من الحرية والديمقراطية وعلى أساس أجندة مفتوحة على كل الخيارات وبمشاركة ممثلي الحركة الصحراوية للسلام، وغيرها من التيارات السياسية المعارضة والمجتمع المدني، كذلك نحرص على إشراك اللسلطة التقليدية من شيوخ القبائل الصحراوية كممثلين شرعيين للمجتمع الصحراوي.
نسعى الى أن يكون هذا الحوار الصحراوي حدثاً تاريخياً وحاسماً لصالح الحوار والسلام، و أن يكون في بلد محايد ويحظى بحضور مراقبين دوليين.
_5- هل تعتقدون أن مبادرة تنظيم ندوة أو مؤتمر في بلد محايد، بحضور مراقبين دوليين، يشمل ممثلين عن مختلف التيارات السياسية الصحراوية.. ستساهم في البحث عن أفق للنزاع حول الصحراء.
بالتأكيد، الحوار بين فئات مجتمع الصحراء كان من بين مطالب الأغلبية من الصحراويين، فقد تم تغييب الحوار لمدة نصف قرن، وإحتكار الصوت وقمع حرية الرأي.
المرحلة الحالية مليئة بالمتغيرات وقد أصبحت الاصوات المطالبة بحل عاجل يضمن الامن والاستقرار والعيش الكريم تشكل الأغلبية، لذلك نحن داخل حركة صحراويون من أجل السلام سنسعى للوقوف على رسم مسار جديد بطموح كبير.
حاورته هدى مديح