انهيار عمارتين بفاس.. الغلوسي لـ”الميدان”: الإفلات من العقاب وراء استمرار الكوارث العمرانية
أفادت السلطات المحلية بعمالة فاس أنه وفي حصيلة أولية، لقي 19 شخصا مصرعهم، فيما أصيب 16 آخرون بإصابات متفاوتة الخطورة، في انهيار بنايتين (من 4 طوابق) متجاورتين، تقطن بهما 8 أسر، ليلة الثلاثاء – الأربعاء بحي المستقبل، المنطقة الحضرية المسيرة بمدينة فاس.
وقد عبر محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، في تصريح لموقع الميدان بريس، عن تعازيه الحارة لأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين، وواصفا الحادث بـ”الأليم والمأساوي”.
وأكد الغلوسي أن هذا الحادث يعيد إلى الواجهة من جديد مطالب الجمعية بضرورة ربط المسؤولية بالمحاسبة ووضع حد لحالة الإفلات من العقاب، مشيرا إلى أن مثل هذه الكوارث تتكرر بفعل هشاشة البنيات التحتية والاختلالات التي تكشفها أحداث طبيعية بسيطة كالتساقطات المطرية، أو كبرى كالزلزال الذي ضرب مناطق في الأطلس الكبير.
وانتقد رئيس جمعية حماية المال العام ما وصفه بـ”استغلال الموارد العمومية والبرامج التنموية لخدمة مصالح خاصة على حساب الصالح العام”، معتبرا أن الأصوات المطالِبة بالإصلاح كثيرا ما تواجه بالتشويش أو المضايقات، في حين تبقى الملفات الكبرى بدون محاسبة.
وأشار الغلوسي إلى وجود معلومات متداولة—لم يؤكد بعد مدى صحتها—تفيد بأن الترخيص المتعلق بالعمارتين المنهارتين يشمل طابقين فقط، بينما وصل البناء إلى أربعة طوابق، مؤكداً أن هذه المعطيات تستدعي فتح تحقيق معمق وشامل لا يستثني أي طرف، مع ترتيب الجزاءات القانونية اللازمة “لأن لا أحد فوق القانون ولا تحته”، حسب تعبيره.
وختم الغلوسي تصريحه بالتأكيد على أن تحقيق العدالة وربط المسؤولية بالمحاسبة يشكلان شرطا أساسيا لتقدم المغرب وازدهاره، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل وضع حد لمظاهر الفساد التي “تتغول وتظهر للعلن دون رادع”.



