الرشيدية: إطلاق ماستر “الرعاية الاجتماعية والمجتمع”.. مسار أكاديمي متميز لتأهيل الأطر الاجتماعية
يوسف القاضي
يأتي ماستر “الرعاية الاجتماعية والمجتمع” بالكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية، كأحد أبرز مسالك التميز التي تنسجم مع الرؤية الوطنية للنهوض بالرعاية الاجتماعية، وذلك في إطار الاتفاقية الإطار بين وزارة التعليم العالي ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، والرامية إلى تكوين 10 آلاف مساعد اجتماعي في أفق 2030. ويستند هذا التكوين إلى تراكم بيداغوجي وعلمي قوي، امتدادًا لمسلك إجازة التميز في المساعدة الاجتماعية والوساطة، الذي حظي باعتماد رسمي ضمن الشهادات المؤهلة لمزاولة مهنة المساعد الاجتماعي والوسيط الأسري وفق القرار الوزاري المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 02 يونيو 2025، مما يجعل الماستر خطوة متقدمة داخل مشروع وطني طموح لتعزيز الحماية الاجتماعية.
ويتميز هذا الماستر بجودة تكوينه الأكاديمي والميداني، إذ يشرف عليه أساتذة باحثون وخبراء متخصصون في العمل الاجتماعي والإرشاد النفسي، ضمن بيئة تعليمية داعمة تحفّز على التفكير النقدي والالتزام الأخلاقي في الممارسة المهنية. ويمنح البرنامج للطلبة فرصة الانفتاح على تجارب تطبيقية حقيقية داخل مؤسسات اجتماعية، ما يعمّق مهارات التدخل، والوساطة، والتحليل الميداني، ويؤهل الخريجين لاحتلال مكانة ريادية داخل سوق الشغل، خصوصًا أن مسلك التميز بجامعة مولاي إسماعيل يعد من أبرز المسالك المصنّفة وطنيا في مجال المساعدة الاجتماعية.
ويهدف التكوين إلى إعداد أخصائيين اجتماعيين قادرين على الممارسة المهنية في المؤسسات الصحية، التربوية، القضائية، السجنية، والجمعوية، من خلال تطوير المهارات المرتبطة بتحليل السياسات الاجتماعية، تدبير المشاريع، الإرشاد النفسي، الوساطة الأسرية، ومواكبة الفئات الهشة. كما يراهن على تكوين باحثين قادرين على المساهمة في بناء المعرفة العلمية حول قضايا الفقر والهشاشة والنوع الاجتماعي والهجرة، وبناء قيادات اجتماعية مؤهلة لتصميم وتنزيل السياسات العمومية ذات الأثر المجتمعي، بما يعزز العدالة الاجتماعية والتنمية البشرية المستدامة.
ويعزز الماستر آفاق التشغيل من خلال شبكة شراكات قوية تشمل وزارة التضامن، التعاون الوطني، الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل، وعددًا من المؤسسات العمومية والمراكز الاجتماعية، ما يفتح أمام الخريجين منافذ متعددة داخل قطاعات العدالة، التربية الوطنية، السجون، والمجتمع المدني. كما يقدم مسارًا واضحًا للولوج إلى الدكتوراه ومهن البحث الاجتماعي، مستندًا إلى برنامج تدريبي يجمع بين الدروس النظرية، الزيارات الميدانية، التقارير العلمية، والمشاريع التطبيقية. ويشترط الولوج الحصول على إجازة في التخصصات المرتبطة بالمجال، مع اعتماد دراسة الملف والمقابلة الشفوية لضمان انتقاء المتفوقين القادرين على الانخراط في هذا التكوين الوطني الرائد.



