الراشيدية : الكلية المتعددة التخصصات تحتضن دورة تكوينية حول التجربة النمساوية في الوساطة والرعاية الاجتماعية

يوسف القاضي

في إطار الانفتاح الأكاديمي على التجارب الدولية الرائدة في مجال الرعاية الاجتماعية والوساطة، نظم ماستر التميز في الرعاية الاجتماعية والمجتمع، بشراكة مع إجازة التميز في المساعدة الاجتماعية والوساطة، دورة تكوينية علمية حول “التجربة النمساوية في الوساطة والرعاية الاجتماعية”، وذلك يوم الثلاثاء 23 دجنبر الجاري، بالكلية المتعددة التخصصات.
وتندرج هذه الدورة التكوينية ضمن الدينامية العلمية والبيداغوجية التي يشرف عليها الدكتور الحسيني عبد الواحد، المنسق البيداغوجي للماستر، والذي يواصل من خلال هذا النوع من المبادرات الأكاديمية الهادفة ترسيخ مقاربة التكوين المنفتح على التجارب المقارنة، وربط المعرفة النظرية بالممارسة المهنية، بما يستجيب لتحولات المجتمع وحاجياته الاجتماعية المتجددة.
وقد شكلت هذه المحطة التكوينية مناسبة علمية متميزة للتعريف بمرتكزات النموذج النمساوي في مجال الوساطة والرعاية الاجتماعية، واستعراض آليات اشتغاله المؤسساتي، وأدوار الفاعلين الاجتماعيين، وكذا مقاربات التدخل المعتمدة في تدبير النزاعات الاجتماعية وتعزيز الإدماج والحماية الاجتماعية، مع فتح نقاش أكاديمي تفاعلي حول إمكانيات الاستفادة من هذه التجربة في السياق المغربي.
وفي هذا السياق، يبرز الدور الأكاديمي للدكتور الحسيني عبد الواحد في تأطير المسار البيداغوجي للماستر، من خلال الحرص على تنويع مضامين التكوين، والانفتاح على التجارب الدولية، واستضافة محطات علمية نوعية تسهم في الرفع من كفاءة الطلبة، وتوسيع آفاقهم المعرفية والمهنية، انسجامًا مع أهداف التميز الأكاديمي التي يتبناها هذا المسار.
وقد عرفت الدورة حضورًا وازنًا لطلبة الماستر والإجازة، الذين تفاعلوا مع مضامينها، وأشادوا بأهميتها في تعزيز رصيدهم المعرفي والمهني، مؤكدين أن مثل هذه المبادرات تشكل قيمة مضافة حقيقية لمسارهم التكويني، وتؤهلهم للاندماج الواعي والفعال في مجالات الرعاية الاجتماعية والوساطة.
وتؤكد هذه المبادرة مرة أخرى المكانة التي بات يحتلها ماستر التميز في الرعاية الاجتماعية والمجتمع، وإجازة التميز في المساعدة الاجتماعية والوساطة، كفضاء أكاديمي منتج للمعرفة، ومنفتح على التجارب الدولية، بقيادة بيداغوجية واعية تؤمن بأن التكوين الجيد هو أساس التنمية الاجتماعية المستدامة.

ونذكر في هذا السياق، على الدور المحوري الذي اضطلعت به شعبة الدراسات الإسلامية باعتبارها البنية الأكاديمية المحتضنة لهذا المسار التكويني، وما وفرته من دعم مؤسساتي وعلمي ساهم في إخراج هذا المشروع إلى حيز الوجود. كما يُسجَّل بامتنان خاص الدور البارز الذي قام به الدكتور محمد الحفظاوي، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية، الذي كان له الفضل في التأشير الأولي على مشروع إجازة التميز في المساعدة الاجتماعية والوساطة وماستر التميز الرعاية الاجتماعية والمجتمع، والموافقة عليه من حيث المبدأ، قبل رفعه إلى الجهات المختصة، والسهر على استكمال مساره الإداري والأكاديمي، وصولًا إلى إرساله إلى الوزارة الوصية والحصول على اعتماده الرسمي على مستوى الكلية.

ويعكس هذا الدور القيادي رؤية أكاديمية واعية بأهمية تطوير العرض التكويني، والانفتاح على مجالات اجتماعية ومهنية راهنة، بما يعزز إشعاع شعبة الدراسات الإسلامية، ويكرس مساهمتها الفاعلة في تجديد التكوين الجامعي وربطه بقضايا المجتمع والتحولات التي يعرفها مجال الرعاية الاجتماعية والوساطة.

مقالات ذات صلة